من يصدق ذئباً يدّعى بطش فريسته؟!

بقلم جوزيف بشارة

ارتفعت في الأيام الأخيرة أصوات متطرفة كثيرة تبرر عمليات الاضطهاد الوحشي والتهجير القسري التي يتعرض لها المسيحيون في العراق. وتتوعد الأصوات المتطرفة المسيحيين بالمزيد من العمليات بغرض القضاء نهائياً على كل وجود المسيحية في بلاد الرافدين. تعبر الأصوات المتطرفة هذه عن رؤى مجموعات متأسلمة كبيرة تنفذ بهمة مخطط تفريغ العراق من مسيحييه الذي يعد المرحلة الأولى من المخطط الأوسع الذي يشمل القضاء على الوجود المسيحي في بلاد العالمين العربي والإسلامي. لم تتم مواجهة هذا المخطط المشئوم حتى الآن رغم مضي سنوات على بدء الإرهابيين العمل على تنفيذه، ورغم التحذيرات التي لم يتوقف المهتمون بحقوق الإنسان عن التحذير من أثاره المدمرة على التعايش المشترك بين أتباع الديانات والطوائف المختلفة في بلادنا. ومن المؤسف أن يعتمد الإرهابيون في تنفيذ مخططاتهم على تجنيد الشباب المسلم بعد إخضاعهم لعمليات غسيل مخ تتم عبر تزويد الشباب بمغالطات ومعلومات كاذبة.

من المثير أن المتطرفين يصنعون المغالطات التي تحول الإرهابيين إلى ضحايا ويفبركون المعلومات الكاذبة التي تجعل من الحملان ذئاباً ثم تجدهم بغرابة شديدة يصدقون مغالطاتهم ويدافعون عن أكاذيبهم باستماتة كما لو كانت حقائق. الأمثلة على صناعة المغالطات كثيرة ومتنوعة. يدّعي المتطرفون على سبيل المثال أن المسيحيين العراقيين يتحالفون مع حملات التبشير التي تقودها قوات الاحتلال الأجنبية. ويزعم المتطرفون في مقالات تستخدم لغة غير مهذبة وتنتشر على مواقعهم الإلكترونية العديدة بأن الحملات التبشيرية الأمريكية وجدت صدى كبيراً بين الغالبية العظمى من مسيحيي العراق حتى أن عشرات الألاف منهم باتوا يتفرغون تماماً لمساعدة المبشرين في حملاتهم ضد مسلمي العراق في مقابل تلقيهم ملايين الدولارات.

Continue reading

المرتد إلى المسيحية يُشنق في إيران

ألاسداير بالمر، Telegraph

يروي ألاسداير بالمر أنّ والد راشن سودماند شُنق في إيران قبل ثمانية عشر عاماً لإعتناقه المسيحيّة. واليوم، يوجد شقيقها في سجن مدينة مشهد منتظراً تنفيذ حكم الإعدام فيه، عملاً بالقوانين الدينية الجديدة التي تمّ إقرارها هذا الصيف.

قبل شهر، أقّر مجلس النواب الإيراني مشروع قانون تحت عنوان “قانون العقوبات الإسلامي”، يحكم بالموت على كل إيراني (ذكر) يتخلّى عن ديانته الاسلامية، فيما يحكم على النساء (اللواتي يتخلين عن الإسلام) بالسجن المؤبّد. وقد نال هذا القانون موافقة الأكثرية من النواب، فصوّت 196 لصالح إقراره، مقابل معارضة سبعة أصوات فقط.

ويُعتبر فرض عقوبة الإعدام على كل من يغيّر ديانته خرقاً فاضحاً لأحد أهم حقوق الإنسان؛ فالحق في حرية المعتقد الديني مكفول في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وفي الاتفاقية الدولية للحقوق المدنية والسياسية، كما وفي المعاهدة الأوروبية لحقوق الإنسان. حتى أن الدستور الإيراني ينصّ في المادّة 23 منه على ضرورة ألاّ يتعرّض أي كان للمضايقة بسبب معتقداته وحسب.

Continue reading

المذابح المنظمة المناهضة للمسيحية في العراق

by Charles Tannock

 Click To read the english article by Charles Tannock

أصبح العالم اليوم نهباً لمخاوف بشأن انزلاق العراق إلى مستنقع حرب أهلية بين الشيعة والسُـنَّة والأكراد. إلا أن تلك الحرب التي باتت تلوح في الأفق والتي ستجر إلى آتونها كافة الطوائف في العراق، تهدد بصورة خاصة مجتمع المسيحيين الأشوريين الصغير وتتوعده بالإبادة التامة.

إن المجتمعات المسيحية في العراق تُـعَـد من بين أقدم الطوائف المسيحية التي مارست عقائدها الدينية في المنطقة الواقعة ما بين نهري دجلة والفرات منذ عهد المسيح. فالكنيسة الأشورية الرسولية، على سبيل المثال، يرجع تاريخ تأسيسها إلى العام 34 بعد الميلاد على يد القديس بطرس . كما يرجع تاريخ تأسيس الكنيسة الأشورية في الشرق إلى العام 33 بعد الميلاد على يد القديس توماس . واللغة الآرامية التي ما يزال العديد من المسيحيين في العراق يتحدثون بها حتى اليوم هي نفس اللغة التي كان يتحدث بها هذان الرسولان ـ والمسيح ذاته.

Continue reading

عودة تصفية المسيحيين في العراق!

تيري بطرس

يوم الاحد بالنسبة للكثير من المسيحيين له مذاق خاص، فرغم ان الكثير من الكنائس بدات باقامة القداديس يوم الجمعة ايضا لانه يوم عطلة في الكثير من البلدان الاسلامية، الا انه يبقى للاحد ذالك المذاق المرتبط بالنهوض باكرا وبارتداء افضل الملابس وتلك البسمة المرافقة للوجه الذاهبة لسماع كرازة الاحد من الانجيل او لتناول القربان المقدس، مشاركة بالام السيد المسيح وامتثالا لما قاله وبشر به تلامذته. الذهاب الى الكنيسة في الموصل او في القرى المجاورة لها لم يكن وليد اليوم بل هو مستمر منذ ان وطأت المسيحية قدميها على هذه التربة في نهاية القرن الميلادي الاول، ولكن الكنيسة ستكون فارغة هذا الاحد، فالناس في حالة رعب من اظهار او التنبيه لما يعتقدون، ان كنائس موصل فارغة ايها السادة واهلها هاربون ومنازلهم اما فجرت او تحولت ماوى لقطط خائفة او كلاب سائبة.

من الاسابيع الصعبة التي مرت على مسيحيي العراق، كان هذا الاسبوع احداها، فخلال اقل من اسبوع تم اغتيال اربعة عشر مسيحيا في مدينة موصل عاصمة محافظة نينوى، وكان من ضمن القتلى طفلان وشخص معوق اعاقة جسدية قتل في محل عمله. وخلال نفس الفترة تركت الموصل ما يقارب الالف وماتني عائلة حسب اخر احصائية نشرها المجلس الشعبي الكلداني السرياني الاشوري قبل فترة من الان الى بلدات وقرى منطقة سهل الموصل ودهوك وقرى اخرى، علما ان الفارين من مختلف احياء الموصل، بما يعزز الانطباع ان هناك حملة لاخلاء الموصل من سكانها الاصليين، لان المسيحيين هم اقدم مكونات الموصل.

Continue reading

عندما يُصَدِّرون الإرهابَ ليكافحوه!

بول شاوول

… وهكذا يستمر لبنان، منذ أربعة عقود، في حالة ملتبسة يعني التباسها أزمات دائمة في الداخل، وأشكال حصار من الخارج، كأنما يتوازن هذان الخطان: حروب يفترض ألا تنتهي في الداخل بين واجهات لبنانية تحركها أيدٍ من وراء الحدود، وتهديد دائم من الخارج. وأحياناً يلتقي “الخارج” مباشرة في تناقضات الداخل، وصداماته لتُلغى المسافة بين الحصار الخارجي عليه والعنف الداخلي: مساران يتضادان بقدر ما يلتقيان على اعتبار هذا البلد إما غير موجود (وطن مفترض لشعب مفترض ) وإما ذريعة أو جسر لعبور الصراعات واقامتها وترسخها.

وعلى هذا الاساس بدا ان هذا البلد في استنتاجات “الآخرين” من أنظمة عربية فاشية واستبداية ومهزومة (وبراو ثورية!) ومن قوى أجنبية على رأسها اسرائيل مصنوع ليكون مستباحاً: بلا عصمة ولا حرمة ولا اذن ولا دستور: بمعنى ان عليه أن يعتاد اغتصابه واستباحته من “الأشقاء” (وجُلُّهم اغتصبته اسرائيل وما زالت ليعوض عن ذُلِّه باذلالنا) او بين العدو. ويعني ذلك ان علينا ان نعتاد ايضاً فكرة اننا موجودون لكي نكون مهددين ونقبل من يهددنا سواء من الداخل او من الخارج.

والشعور عند اللبنانيين بأنه على مرمى التهديد بحياته وأرضه وأملاكه وكرامته واستقلاله وسيادته… كأنه بات “واقعاً مفروضاً” عليه الاعتراف به واعتباره جزءاً من حقائقه الثابتة…

Continue reading