الزمية والشمولية … وخطر ترويض المسيحيين / محاضرة ألقاها رئيس “حركة التغـيير” المحامي ايلي محفوض

elie-mahfoudالكلية الشرقية ـ زحلة في 10 كانون الثاني 2008

… من دير عشّاش في شمال لبنان حيث إرتكبت الصاعقة السورية أبشع مجزرة بحق ثلاثة رهبان موارنة ذبحتهم وهجّرت أهالي البلدة العكّارية ( 10/9/1975) مرورا” بمجزرة العيشية حيث الصاعقة قتلت 41 من أهالي البلدة وقصفت المدفعية والراجمات السورية مدينة زحلة ليلة عيد الميلاد وسقط عشرات الشهداء والجرحى(1980).

إنها قصة المسيحيين في وطن إسمه لبنان ، إنها قضية شعب لا ينام ولا يتعب ، إنها القضية الأمّ لمسيحيي الشرق الذين لن يكونوا ولن تكون لهم الحياة من دون مسيحي لبناني قوي ، مسيحي لبناني على أرض لبنان وليس في الإنتشار العالمي ، مسيحي لبناني قوي على أرض الأشرفية وليس في ساو باولو.. مسيحي لبناني على أرض عندقت والقبيات وليس في كندا.. مسيحي لبناني في مرجعيون والنبطية وليس مسيحي لبناني في لوس أنجلوس.

مسيحي لبناني في زحلة لتبقى دار السلام والرجولة ولتبقى مرضعة ومربية الأسود وليس مسيحي لبناني في إيطاليا.
واليوم بعد سنوات عجاف أنزلت بالمسيحيين شتى أنواع الظروف من قهر وتهجير ، من قتل وإقتتال ، من تدمير لمؤسساتهم وإبعاد وسجن ، وعلى الرغم من سنوات الإحتلال ، وعلى الرغم من المجازر بحقهم وبحق وجودهم الحرّ ، إلاّ أنّ عاديات الزمن لم تقوَ على سلبهم قضيتهم ، وعلى الرغم من ضربهم من الداخل عبر شراء عملاء باعوا لبنانيتهم وتنازلوا عن مسيحيتهم مقابل أن يُرضوا المحتل الغريب الطامع بنا والمترّبص بنا الشرّ.. وتذكروا أن بشير قتل في بيته في عقر داره وبالأمس بيار أردوه على أرض المتن ، ليست صدفة أن يُغتال بشير على أرض الأشرفية وأن يغتال بيار على أرض الجديدة..ولكن اليوم الصورة أبشع وأخطر وأكثر دقة ..

المشهد المسيحي اليوم مختلف عن مشهد السبعينات والثمانينات .. مشهد اليوم هو أننا على المحك.. مشهد اليوم أن الوجود المسيحي الحرّ على قاب قوسين من الزوال .. إنه الخطر الآتي الينا.. إنه الخطر داخل بيتنا.. إنه الخطر الذي بات من الضروري أن نفكّر جدّيا” وبشكل سريع بكيفية إقتلاعه من بذوره .. من جذوره..

لم يعد الخطر بعد اليوم مجرد أطماع سورية بترويض المسيحيين ، ولا هو خطر سلاح ميليشيا حزب الله..
لم يعد الخطر مجرد أطماع وإعتداءات.. الخطر اليوم من نوع آخر .. إنه خطر بعض المسيحيين على المسيحيين أنفسهم.. إنه خطر الذميّة الآتية الينا والتي وصلت ببعض جوانبها الى عائلاتنا وبيوتنا ومدارسنا ..

وإليكم أسطع صورة عن هذه الذميّة.. أعود بكم الى مخيم رياض الصلح ، أذكّركم بشابات وشباب مسيحيين يرفعون قبضاتهم صارخين مرددين وراء الشيخ نعيم قاسم “الموت لأمريْكــا”..

أذكّركم بشباب مسيحيين نزلوا الى الشارع..أحرقوا دواليب وأقفلوا الطرقات على أهلهم المسيحيين ..ففي 23 كانون تحوّل بعض المسيحيين الى أهل ذمّة..وباكورة ترويض هؤلاء وتدجينهم يوم أسلموا الروح وسلّموا أنفسهم الى عرّاب سورنة المسيحيين.. سلّموا حياتهم الى مخادع بارع وصفته وأصفه اليوم بمخادع العصر..عبر خديعة العصر..

اليست الذميّة عندما يسيطر حزب الله الشيعي عبر مئات من طلاّبه على جامعة مسيحية كاثوليكية هي الجامعة الأنطونية ؟ أليست الذميّة عندما يتمّ إدخال صور رئيس حزب الله الى كنيسة مارجرجس عبر تصفيق الحاضرين؟
أليست الذميّة عندما يُهان مَن أعطي مجد لبنان من قبل موارنة بالهوية ؟
أليست الذميّة عندما يتحوّل بعض المسيحيين الى مسيحيين شيعة ؟
ولكن يبقى القول إنّ من لم يحافظ على حقه ومن شرّع أبواب ملكه، عليه أن لا يلوم سارق الليل ..
وإليكم قصة المسيحيين الذين لم يجيدوا الحفاظ على وجودهم الحرّ…

الجمهورية الأولى…
بعد زوال السلطنة العثمانية ووصول الإنتداب الفرنسي على المنطقة ومنها لبنان ، وبعد المطالبات العديدة بالإستقلال وكان من روادها البطريرك الماروني الذي ضمّن مطالباته مع الوفد الذي زار فرنسا إسترجاع المحافظات اللبنانية التي سلخها عنه الحكم العثماني ، مع العلم أن تلك المحافظات بمعظمها تضم أكثرية إسلامية ، ولكن نظرة الكنيسة لم تكن ضمن حسابات مسيحية بقدر ما كانت حسابات على مستوى الوطن اللبناني .
الدستور الأول الذي أبصر النور سنة 1926 وحتى قبل التعديلات في الطائف كانت نسبة المسيحيين في الوظائف والمجلس النيابي 55 % ، وال 45 % من المسلمين بمن فيهم طائفة الموحدين الدروز.

كما أُعطي للمسيحيين بموجب الميثاق عام 1943 وعرابيه الرئيسين بشارة الخوري ورياض الصلح توزيع المناصب على الشكل التالي : للمسيحيين الموارنة رئاسة الجمهورية ، قيادة الجيش ، حاكمية المصرف المركزي ، الرئيس الأول في القضاء ، مدير عام الأمن العام ، مدعي عام التمييز … ناهيك عن أنّ رؤساء البلديات والمخاتير حتى في القرى المشتركة كانت للمسيحيين..

وهنا السؤال الكبير : هل حافظ المسيحيون على هذه المقدرات الوطنية ؟
قبل الجواب ، لا بدّ من الإشارة الى سوء تصرّف بعض القادة المسيحيين ، وتفريط البعض الآخر منهم بحقوق المسيحيين ، كما وإساءة إستعمال البعض لهذه المناصب لدرجة أنها أيقظت الثور النائم حتى وصلنا الى يوم أطلّ فيه أحد الوزراء الشيعة (طراد حمادة) معلنا” ما حرفيته : ” إذا بقينا نحن الأكثرية سنطالب برئاسة الجمهورية”.

وهنا المخزي والمعيب والذميّة بحدّ ذاتها ، عندما صمت الزعيم المسيحي ، أو دعوني أصحح لأقول من يدّعي الزعامة المسيحية، ولم يكن له أي تعليق.. أيضا” وأيضا” في الإطار ذاته أطلّ رئيس حزب الله السيد نصرالله من خلال أحد مؤتمراته من وراء شاشات عملاقة وردا” على سؤال إحدى الصحافيات التابعة لمؤسسة الليمونة ، قال من أن لا مانع لديه من إعتلاء سدّة رئاسة الجمهورية اذا ما كانت هذه إرادة اللبنانيين .

لماذا نقول هذا الكلام اليوم ؟لماذا وصلت بنا الأمور الى هذا الدرك والتراجع على مستوى الوجود المسيحي الحرّ؟ وهل صحيح أن المسيحيين اليوم في لبنان منقسمون الى فئتين مسيحيون شيعة ومسيحيون سنّة؟
والسؤال الأهم كيف ولماذا لم يحافظ المسيحيون على مكتسباتهم التاريخية ؟
أين هو الدور الفاعل لبعض المؤسسات المسيحية وعلى رأسها الرابطة المارونية ؟

ما هو دور الأحزاب المسيحية على مستوى الساحة المسيحية وعلى مستوى الوطن ؟ وماذا قدّمت وتقدّم هذه الأحزاب ؟ وهل أنتم راضون يا أيها المسيحيون عن أداء زعمائكم .. نوابكم.. قياداتكم.. رهبانياتكم؟؟؟

ماذا فعلتم للتغـيير؟ وماذا تنوون أن تفعلوا سوى ما أقرأه في عيون بعضكم، ولا أرى سوى البحث عن هوية جديدة خارج مساحة ال 10452… ؟؟
وها هي المؤسسات الرسمية الشرعية تفرغ من المسيحيين ، ولعلّ السؤال عن نسبة المسيحيين في المؤسسة العسكرية ، وتحديدا” على مستوى عناصر الأفراد والرتباء سؤال يطرح نفسه ؟

وبالسؤال لماذا لم يعد أولادنا ينضوون في صفوف الجيش ؟ هل مَنْ لديه جواب مقنع ؟
للجواب على هذا التساؤل ، لا بدّ لنا ولكم من العودة الى الأسباب الحقيقية التي دفعت بالشباب المسيحي للإنكفاء والإمتناع عن الإنخراط بالجيش ، ولعلّ المشهد العكّاري خير دليل على ما نقول .. ففي القرى والبلدات المسيحية العكّارية كان الشباب يتدفقون بكثرة نحو المؤسسة العسكرية ، حتى أن معظم هؤلاء كان ينخرط قبل إتمامه سنّ الثامنة عشرة ، اليوم المشهد مختلف تماما” ، بات الشاب المسيحي هناك يفضّل البقاء عاطلا عن العمل على أن يتطوع في الجيش !! السبب الأساسي ، الثقة بالدولة اللبنانية ، إنها مسألة ثقة ، شبابنا لم يعد يثق بالمؤسسات الشرعية نتيجة التصرفات الشاذة التي حصلت وأبشعها وأخطرها وأكثرها تأثيرا” كان بسب زجّ الجيش بفترة سابقة وتحديدا” بين سنوات 1986 و1990 في لعبة الصراعات الداخلية ، وبالتالي العمل على ضرب المسيحيين بالجيش ، ولا نزال حتى اليوم نعاني من عقدة جيش وقوات وقوات وجيش …

وهنا نسأل من كان السبب بما حصل ؟
بالنسبة للشريحة المسيحية التي تناهض بكركي .. تقاطع بكركي.. تهاجم بكركي..
نعم مجموعة من نواب مسيحيين ينتمون الى تكتّل نيابي يقاطعون الكنيسة الأمّ ، فهل هذا جائز ؟
إحدى الرهبانيات المارونية إنزعجت من كلامي حول الأعداد الشيعية التي تضمها هذه الجامعة..

جوابي لأحد الرهبان كان التالي : يا ليتكم أبديتم أي إنزعاج أو سخط عندما تعرضت كنيستكم الأم لوابل من الإتهامات والسباب والإهانات والتجريح…
بلى اليوم تحديدا” هو وقت الكلام .. اليوم تحديدا” وقت تسمية الأمور بأسمائها.. وإيّاكم أن تخفوا الحقائق أو أن تداروا على العيوب .. هكذا فعل آباؤنا من قبل وهكذا نحن نجني ما زرعوه..

وبالسؤال : هل هي صدفة أن يلعب المسيحي ذاته .. نفس الشخص .. الدور السلبي في ضرب الوجود المسيحي الحرّ؟ سابقا” ثلاثة حروب .. 300 الف مسيحي هاجر.. آلاف الشهداء والقتلى المسيحيين.. التسبب بزيادة عدد المعتقلين في السجون السورية لم يكن آخرها 13 تشرين الأول 1990.

ترويض المسيحيين…
ما من شك أن السوري يعاني من عقدة مزمنة ، وهي العمل الدائم والدؤوب على إبقاء لبنان ضعيفا” ، منقسما” على ذاته ، ولتحقيق هذا الهدف لا بدّ من إضعاف المسيحيين بغية ترويضهم.. فلبنان القوي إنما يكون قويا” متى كان المسيحي فيه قويا”.. إذا” الهدف إضعاف المسيحيين.. وليس أدلّ من تحقيق لهذا المسعى سوى
إضعاف بكركي ، عبر إسقاط الهالة التاريخية عن مرجعيتها .. وأيضا” أعود بكم وبالذاكرة الى الوراء وتحديدا” الى مساء ذاك الخامس من شهر تشرين الثاني عام 1989 يوم صارَ الإعتداء على الكنيسة .. على بكركي .. على شخص سيّدها .. على ضرب البطريرك.. وأيّ بطريرك .. إنه بطريرك إنطاكية وسائر المشرق .. إنه من أعطي مجد لبنان.

واليوم إنكشفت الحقائق ، ولم يعد من أدنى شك ، لم يعد من أخرس إلاّ وبإمكانه أن ينطق ، لم يعد من أعمى إلاّ وبإمكانه أن يرى ليشهد للحق.. ونحن ما عدنا خرسا” ولا عميانا”.. فيا أيها المسيحيون إسترجعوا الذاكرة المسيحية وقارنوا بين ما جرى بالأمس وما يقومون به اليوم لتتبينوا الحقائق كاملة …
لم يكن التعدي على سيّد بكركي نهاية الجلجلة ، بل كانت الرسالة الأولى.. ففي بطاقة معايدة عشية عيد الميلاد 2007 قال أحدهم : البطريرك لا يمثل الرأي العام … هو ليس منتخبا” من الشعب.. أنا البطرك…

ومنذ فترة والمسيحيون يشهدون لتحويل ناسهم الى مفهوم الشمولية ، وهذه الشمولية تعني زعيما” أوحد ، لونا” واحدا”، حتّى باتت عقيدة هذه الشمولية كلّ من ليس معنا هو حتما” ضدّنا .. وهنا الخطورة ..

أريد أن أذكّر اللبنانيين وتحديدا” المسيحيين ، في عزّ قوة بشير الجميّل عرفت الشرقية تعددية حزبية كما عرفت شخصيات سياسية ، وعلى الرغم من الصراعات الدموية التي عرفتها الأحزاب المسيحية ، بقيت كلّها ولعلّ ما حصل مثلا” في الصفرا عملية 7 تموز 1980 دليل على ما أقول.. ما الذي جرى ؟ في المساء وبعد إنتهاء الأعمال العسكرية الرئيس كميل شمعون مترئسا” المكتب السياسي الكتائبي ؟
في فترات طويلة كانت الكنيسة تختلف بوجهات النظر مع الجبهة اللبنانية أو مع الشرقية ، دعونا نسميها كذلك ، ولكن لم يخطر ببال أحد أن توّجه مظاهرات الى بكركي لإهانة البطريرك.. حتّى في زمن العثمانيين لم تتعرض البطريركية لما تعرضت له في هذا الزمن ..
ونتابع بخطورة الشمولية التي يترجمونها بعبادة الشخص ، على طريق ضرب المؤسسات المسيحية من أحزاب وجمعيات ومرجعيات ، وبالسؤال من أجل مَنْ وماذا كل ذلك ؟

الجواب واضح وبسيط .. عندما تُستبدل أحزاب كالقوات والكتائب والأحرار .. بالقومي السوري والبعث السوري وحزب الله وأمل… عندما تستبدل الكنيسة الأم بكنيسة سوريا ..

المشكلة كانت بين السوريين والمسيحيين اللبنانيين.. كون السوريين خضّعوا باقي الطوائف.. ولعلّ التذكير بما فعلوه بقيادات سنية واضح كرسالة للمسلمين اللبنانيين .. المسيحيون عصاة على السوريين ، والسوري يعمل دائما” على إمتلاك القرار اللبناني .. ولكن لإمتلاك القرار اللبناني يجب إمتلاك القرار المسيحي..

طوال سنوات لم يتمكن السوري من إمتلاك القرار المسيحي، كان له عملاء ، ولكن لم يسيطر على المسيحيين، لم يتمكن من جرّهم الى معادلة خطيرة جدا” وهي السورنة التطبيعية، اليوم مع أحد قادة المسيحيين إنتقل بعض هؤلاء المسيحيين الى الفلك السوري، إنها فعلا” عملية شطب لتاريخ ، عملية إلغاء لذاكرة الوجدان المسيحي ، وهذا الإلغاء سيؤدي حتما” الى ضرب تاريخية الوجدان المسيحي والى تحطيم وتدمير الوجود المسيحي الحرّ في لبنان ، ودوره الرائد في المنطقة ، المسألة ليست مجرد “كمشة” بشر ينتمون الى المسيحية ، إنها قضية بحجم وطن وبحجم أرض وبحجم أرز لبنان الذي ورد ذكره منذ آلاف السنين ، ورد إسمه في أقدم كتاب هو التوراة (1200 قبل الميلاد ) .

ولكن هذه القيمة التي إسمها لبنان ، هل حافظنا عليها ؟ نحن المسيحيين هل كنّا على مستوى المسؤولية التاريخية؟ هذا الإرث العظيم الذي إسمه الجمهورية اللبنانية التي كان على رأسها موارنة ، هل إستحقوا شرف مواجهة الحكم ؟

الجواب نستكشفه من خلال مراجعة سريعة للرؤساء الذين تولّوا الحكم منذ الرئيس بشارة الخوري ، وبلمحة سريعة وموجزة يمكن الإشارة الى الروزنامة التالية :
بشارة الخوري : إستشراء الفساد ،فوضى إدارية نتيجة سيطرة المتنفذين وعلى رأسهم شقيق الرئيس ، إنتخابات نيابية مزورة (25 أيار 1947) ،إدخال الفلسطينيين اللاجئين ، إغتيال رئيس حكومة لبنان رياض الصلح في الأردن (1951) .

ملاحظة:و من الذي إغتاله ؟ الحزب السوري القومي ، هذا الحزب الذي قام بمحاولة إنقلاب متأثرا” بإنقلاب حسني الزعيم في سوريا . السؤال هنا لماذا يسمح لهذه المنظمة بالإستمرار ؟

إستقال الخوري بعد معارضة شرسة (صيف 1952).
كميل شمعون : صحيح أن كميل نمر شمعون من الشخصيات السياسية المسيحية المميزة في مجتمعنا، وعهده كان شعلة مضيئة ولكن يبقى أنّ الرئيس شمعون مثلا” لم يطهّر الإدارة .. لم يتمكن من وضع حدّ للفساد الذي كان مستشريا” في عهد سلفه الخوري لا بل قام شمعون بإحاطة نفسه بمن كانوا مؤيدين للعهد السابق ، ولا ننسى أحداث 1958 التي كانت بروفا لما سيحدث عام 1975.

فؤاد شهاب : نظيف الكفّ؟ صحيح..مؤسساتي بإمتياز ؟ صحيح.. ولكن لا ننسى أن شهاب رفض إشراك الجيش في العام 1958 ،التي إستمرت أحداثها تخيم في بدايات عهده ، وهو أشرك قادة ثورة ال 58 في الحكم ، مرة أخرى حاول الحزب السوري القومي القيام بإنقلاب ، شهاب لم يتمكن من تطهير الإدارة وتحكّم العسكر في كل الإدارات حيث كان يتدخل في كل شاردة وواردة.

شارل حلو : إستمر شبح المكتب الثاني مهيمنا” ، المصارف تعرضت لأزمات (إنـترا) ، بدأ الكفاح الفلسطيني المسلّح ، بدأ الجيش اللبناني يتعرض للتعديات ، سوريا تقفل حدودها مع لبنان ,حكومة كرامي تقدّم إستقالتها ، الضعف والتردد أولد إتفاقية القاهرة حيث تمّ تشريع العمل العسكري الفلسطيني على أرض لبنان .

سليمان فرنجية : على الرغم من محاولته التقرب والتودد من حافظ الأسد إلاّ أن هذا التودد لم يمنع سوريا من أن تصطف وتقف وتدعم المسلحين الفلسطينيين في إعتداءاتهم على الجيش اللبناني (1973) ، والجدير ذكره هنا أن سوريا لم تفتح الحدود إلاّ بعد أن حصلت على مطالبها من لبنان وفي كافة المجالات السياسية والأمنية والإقتصادية إذا” ردا” على من يدّعي الصداقة مع سوريا ، إقرأوا التاريخ جيدا” .. صداقة فرنجية للسوريين لم تخدم لبنان لا بل على العكس إستغلوا هذه العلاقة ليدعموا الفلسطينيين ، وفي هذا العهد بدأت الحرب اللبنانية . أيضا” لم تعط ىالأوامر للجيش للوقوف بوجه المتآمرين .
للتذكير : على الرغم من رفض رئيس الحكومة إنزال الجيش للقيام بدوره الطبيعي ، كانت المادة 49 من الدستور تعطي الحق لرئيس الجمهورية اللبنانية باتخاذ القرار بإنزال الجيش وفرض الأمن خاصة وأن الرئيس هو القائد الأعلى للقوات المسلحة .
الياس سركيس : بعد أقلّ من شهر من إنتخابه(8 أيار 1976) بدأت جحافل السوريين بالدخول الى منطقة البقاع بحجة الوقوف بوجه الفلسطينيين الذين أساسا” تحركوا وتسلحوا من السوريين ، القصر الجمهوري يُقصف ..الرئيس يغادر بإتجاه بلدة الكفور الكسروانية ، يعقد مؤتمرا القاهرة والرياض ، وهكذا تبدأ الألوية السورية بإحتلال لبنان تحت شعار قوات الردع العربية ، ومن ثم جاء مؤتمر تونس ليكرّس حق الفلسطينيين بالإستمرار كما وتمديد العمل للقوات المسماة ردع أي للجيش السوري، وكذلك أكد المؤتمر المذكور على ضرورة مواجهة إسرائيل من قبل اللبنانيين وهكذا تعطلّت إتفاقية الهدنة المعقودة عام 1949 .

“عملية الليطاني” هي التسمية للإجتياح الإسرائيلي صيف 1978 ، مدفعية الجيش السوري تقصف الأشرفية ، السوريون يحاصرون زحلة ويقطعون عنها كل الإحتياجات .. وشرط السوريين لفك الطوق عن زحلة أن تنسحب الأحزاب المسيحية من المدينة وأن تشرف القوات السورية علىيها .
في 6 حزيران 1982 الجيش الإسرائيلي يدخل الى العمق اللبناني .

بشير الجميل : صفحة مشرقة في تاريخ لبنان إنتخب في 23 آب ، إغتيل في 14 أيلول (1982) إنه بشير الجميّل شهيد الجمهورية ، الحلم الذي حرمنا منه السوريون وعملاؤهم في لبنان . إبحثوا عن بشير وأوجدوه قبل فوات الأوان .

أمين الجميّل : في عهده بدأت المفاوضات اللبنانية ـ الإسرائيلية برعاية أميركية ، أبصر النور إتفاق 17 أيار ، ولضربه ومنعه، جاء الردّ السوري سريعا” قصف مدفعي ، إشتعال كافة الجبهات ، تهجير ،تدمير وحرق للقرى المسيحية، خلال عهده تعرض الجبل للمذابح من دون أن يرسل الجيش الى تلك المناطق ، في 6 شباط 1984 سقطت بيروت بين أيدي الميليشيات التابعة لسوريا ، وفي 14 منه سقطت مواقع الجيش في الشحار الغربي
5 آذار 1984 الجميل في سوريا وبعدها تمّ إلغاء إتفاق 17 أيار بطلب من الرئيس السوري .

سوريا كانت تشرف على جلسات مجلس الوزراء ، شرق صيدا المسيحية تهجّر وتسقط بين ايدي الميليشيات.

رينيه معوّض : إنتخب في 5 تشرين الثاني 1989 وإغتيل في يوم عيد الإستقلال.

الياس الهراوي : هو الذي وافق على الإجتياح في 13 تشرين بعدما كان معوض يرفض الحسم العسكري ،في 13 تشرين الأول 1990 ولأول مرة الجيش السوري داخل وزارة الدفاع والقصر الجمهوري حيث تمّ أسِر كبار ضباط الجيش اللبناني وإقتيادهم الى السجون السورية .

21 تشرين الأول 1990 إبادة جماعية لداني شمعون وعائلته ، لبنان كلّه أصبح محكوما” بشكل مباشر من النظام السوري الإستخباراتي الذي كان يعيّن مباشرة النواب والوزراء والموظفين وإكتمل مشهد الإذلال اللبناني من خلال فرض معاهدة الذلّ “معاهدة الأخوّة والتعاون والتنسيق”، أيضا” من وصمات العار تجنيس عشرات الآلاف من السوريين (400 الف سوري) ، هاجر أكثر من مليون و200 الف لبناني .

عهد الفضائح والصفقات والهدر والفساد بامتياز ، قمع وإعتقال وخطف مئات الشباب اللبناني المسيحي وعشرات المواطنين الذين خطفوا وحتى من داخل المطار في بيروت .

نــداء بكـركـــي 20 أيلول 2000
أوّل مدماك من معركة الإستقلال والتحرير الذي وضع أسسه غبطة البطريرك الماروني الكاردينال مارنصرالله بطرس صفير الذي أطلق من خلال مجلس المطارنة الموارنة النداء الشهير والذي كان عنوانه الأبرز المطالبة بانسحاب الجيش السوري من لبنان .

اميل لحود : أبشع العهود وأكثرها سورنة ، هو نفسه من دخل في 13 تشرين الأول على جثث الشهداء لإزالة التمرد هو نفسه أعلن لا أسلم القصر الا للعماد عون .

بعد سلسلة من التجارب وجد السوريون أنّ الحلّ أن ينتحر المسيحيون بأنفسهم..
كل المحاولات التي جرت من قبل السوريين وأعوانهم وعملائهم اللبنانيين لمصادرة القرار المسيحي الحرّ لم تنجح ، وعلى الرغم من سنوات القهر والتعذيب والإعتقالات التعسفية بحق القادة المسيحيين وإلغاء مؤسساتهم وأحزابهم ، لم يتمكن النظام السوري من ترويض المسيحيين ، لذا كانت الخطة بضرب الوجدان المسيحي ومحو ذاكرتهم والقضاء على عنفوانهم وتاريخهم عبر المسيحيين أنفسهم .

والسوري وحده لا يتحمل كامل المسؤولية بل ساهم فيها بعض المسيحيين الذين تحوّلوا الى أدوات..
وهنا لا بدّ من تصحيح التشويه التاريخي لموضوع دخول الجيش السوري الى لبنان ، حيث يحاول البعض ترويج فكرة أن المسيحيين هم الذين طالبوا السوريين لكي يدخلوا الى لبنان ، لا بدّ هنا من إنعاش ذاكرة الجميع :

“سوريا ولبنان عبر التاريخ بلد واحد وشعب واحد وهذا الأمر يجب أن يدركه الجميع .. ومن أجل هذا قدمنا السلاح والذخائر وقررنا أن ندخل تحت عنوان جيش التحرير الفلسطيني وبدأ هذا الجيش بالدخول الى لبنان ولا أحد يعرف هذا أبدا” ، لم نأخذ رأي الأحزاب الوطنية ولا غيرها ولم نأخذ إذنا” من أحد..”
(خطاب حافظ الأسد في جامعة دمشق 20 تموز 1976)

إذا” السوري لم يكن بحاجة لأيّ غطاء ، أطماعه التوسعية وأحلامه البعثية كافية بالنسبة له لكي يجتاح لبنان ويحتله ويحكمه ويتدخل في أبسط شؤونه الداخلية منها والخارجية .

منذ سنوات طويلة وهو يزرع العملاء ومنهم داخل الأحزاب المسيحية التاريخية ، وها هم نراهم اليوم يغرّدون وينشدون أغاني البعث السورية ، تعرفونهم جيدا” ، ولعلّ العودة الى بعض المحطات التاريخية الأليمة يشير الى ما قام به السوريون في المجتمع المسيحي ، مجزرة إهدن ، تذكرونها تماما” ، الوزير السابق سليمان فرنجية أعلن منذ فترة على التلفزيون علمه ويقينه بمشاركة الياس حبيقة بالمجزرة ، وهو يعلم تماما” أن حزب الكتائب اللبنانية ويومها لم تكن بعد القوات اللبنانية قد تأسست ، هو يعلم أن ّ الهجوم على إهدن لم يكن لقتل والده وعائلته إنما كان لإسترداد المجرمين الذين قتلوا جود البايع ، في تلك الليلة حاجز السوريين أزيل عن الطريق ، وسمير جعجع لم يكن حتى قائد المجموعة وهو أُصيب قبل قصر الرئيس فرنجية وتحديدا” على مفرق أوتيل بلمون وتمّ نقله الى المستشفى وتابعت العملية وهو غائب كليا” ، ولم يعرف بمقتل طوني فرنجية وعائلته إلاّ بعد يومين .

لماذا نقول هذا الكلام اليوم ؟ وما الهدف منه ؟
الهدف تبيان مدى تورط بعض المسيحيين في عملية إحداث الشرخ المسيحي، فغير منطقي مثلا” أن يتصالح حزب الكتائب والمردة وحتى مع الرئيس الجميّل في وقت نراهم ماضين في الحقد والتفرقة والكراهية ضدّ القوات اللبنانية وتحديدا” ضدّ الدكتور جعجع !! فهل سأل أحدكم لماذا ؟

بالأمس وصلت المصالحة الى خواتيمها ، دخل أحد الزعماء المسيحيين على الخط وجرى التعطيل ، إذا” واضح أن المصالحة المسيحية يجب أن لا تتمّ إلاّ من خلال شروط سوريا ، وهذا بالفعل ما يحصل دائما” عند كلّ محطة وفاقية ، المهم في الموضوع أن السوري لم يتمكن لسنوات طويلة من ترويض المسيحيين ، وجرّهم الى خندقه ، ولذلك كان لهم أن زرعوا في مجتمعنا ومنذ سنوات طويلة عملاء صغار وعملاء كبار ، الصغار للصريخ ، لإهانة الكنيسة ، للخربطات الداخلية ، لإحداث المشاكل … الكبار لجرّ المسيحيين الى موقع لم يتمكن منه السوريون منذ أن قامت الجمهورية اللبنانية ..

اليوم عندنا بعض المسيحيين الذين صاروا يدافعون عن سوريا ، اليوم عندنا بعض المسيحيين الذين صاروا يفاخرون بمعادلة جديدة إخترعوها “أي طيّب شو عملتلنا سوريا مش أحسن من الأميركان يلللي دايمن ببيعونا”

إذا” الخطورة اليوم بصك البراءة الذي أصدره ويروجه أحد قادة المسيحيين ، وتكريس تحييد سوريا ونظامها من كلّ الجرائم والإرتكابات التي وقّعها السوريون بأيديهم .

ومن نسي ، ومن تناسى ، ومن يحاول محو ذاكرة شعبنا وإلغاء تاريخه المقاوم ، ومن أعطى ويعطي سوريا حكما” مبرما” بالبراءة ، جئنا نذكّر اللبنانيين وتحديدا” المسيحيين بكتاب سوريا الأسود الذي وضعناه مجددا” بين أيدي اللبنانيين ليس من أجل نكئ الجراح ، إنما حرصا” على تاريخنا ومنعا” للإستغلال السياسي الذي يمارسه بعض المسيحيين لضرب الوجدان المسيحي وبإيجاز نذكّر بالروزنامة التالية :
الصاعقة السورية تذبح 3 رهبان في دير عشاش (1975) ، الصاعقة السورية تقتل 7 من أبناء بيت ملاّت ،
الصاعقة السورية تقتل 15 من بلدة تلّ عباس وتحرق كنيسة البلدة ، (21/1/1976) مجزرة الدامور ، محاولة إغتيال العميد ريمون إدّه (11/11/76) ، مجزرة العيشية (41 شهيد) في 5/11/1977 ، محاولة إحتلال ثكنة الجيش في الفياضية وإستشهاد النقيب عبدالله حدشيتي (4/2/78) ، مجازر في القاع ورأس بعلبك وجديدة الفاكهة . إغتيال مايا بشير الجميّل(23/2/1980) ، محاولة إغتيال بطريرك الروم الكاثوليك مكسيموس الخامس حكيم في بحمدون (20/2/81) ، في 2/4/81 قصف الشرقية من قبل السوريين وسقوط عشرات الأطفال من طلاب المدارس ، (30/4/81) الهجوم على مدينة زحلة .. زحلة صمدت 4 أشهر. إغتيال الأب فيليب أبو سليمان،
(11/7/82) قصف عشوائي للشرقية عشرات القتلى ، 14 /9/82 إغتيال الرئيس بشير الجميل ، إغتيال الرئيس رينيه معوض (22/11/1989) …
…واستكمالا” لضرب الوجود المسيحي الحرّ المقاوم
جرى تفجير كنيسة سيدة النجاة في كسروان لتكون المنطلق لإستكمال حرب إلغاء الوجود المسيحي الحرّ في لبنان،وبإمكان أيّ مراقب أن يلحظ أنّ طوال فترة خمسة عشر سنة من الإحتلال المباشر للبنان من قبل السوريين لم يسقط لنا نحن أنصار عون أي شهيد بينما سقط للقوات اللبنانية 11 شهيدا” ، نعم إنها قصة ضرب الوجود المسيحي الحرّ في لبنان ، إنها قصة تهشيل وتهجير المسيحيين من أرضهم ومبدع ومنظّر هذه الجريمة ، والمشارك والمساهم والمسهّل لما جرى لنا بعض المسيحيين أنفسهم..
موضوع مهم جدا” وخطر على المستوى الديموغرافي للمسيحيين وأعني به المرسوم 5247 ، الذي جنّس ما يفوق الأربعماية الف سوري ولغاية الساعة لم تسحب الجنسية من أي شخص لا يستحقها.
ما هو المطلوب من المسيحيين اليوم ؟
على المسيحيين تحديد هويتهم وإنتمائهم .. على المسيحيين تحديد النظام السياسي الذي يطمحون اليه ، والأهم على المسيحيين تثبيت وجودهم عبر التأكيد على دورهم الريادي الفاعل كمجموعة مرتبطة باستمراية الوطن ، وعلى المسيحيين أن يستعيدوا ما خسروه وما فرّطوا به ، عليهم أن يستجمعوا قواهم الأكاديمية وطاقاتهم الفكرية ..
عليهم أن يستعيدوا مراكزهم في المؤسسات الرسمية وهذا لن يتم ما لم يعودوا هم الى تلك المؤسسات ، وعلى رأسها المؤسسة العسكرية التي ما عاد أولادنا ينخرطون بها .
المطلوب من المسيحيين أيضا” الوقوف بوجه الذميّة التي تجتاح ببعض جوانبها ثقافتنا.. تاريخنا.. مدارسنا.. جامعاتنا..حتّى أنّ البعض بات ينظر الى الذميّة كمخرج للإنقاذ، هؤلاء الذميون.. هؤلاء الذين إرتضوا أن يحوّلوا

أنفسهم الى ذمييّن يجب أن نسعى ونعمل جاهدين وبعد أن ربحنا الأرض من خلال زوال الإحتلال أن نعمل لإستعادتهم الى حضن الوطن ، الى البيت المسيحي الذي خرجوا عن طوعه .

المطلوب من المسيحيين الذين أعلنوا إنتهاء النضال كونهم تعبوا وإستسلموا وإستسهلوا الذميّة الجديدة ، نقول لهم النضال لا يتوقف عندما نتعب بل عندما ننتصر .. عندما ينتصر شعبنا!!

فيا أيها المسيحيون إذا أردتم إسترجاع دوركم ويجب أن تسترجعوه بأيّ ثمن ومهما بلغت التضحيات .. الشهداء والقادة الذين سبقونا وضعوا بين أيدينا أمانة ، هم بدورهم تسلّموها من الذين جاؤوا من قبلهم ، لذا علينا الإنكباب على البدء بورشة إسترجاع حضورنا القوي والفاعل عبر التأكيد على المسلمات التالية:
الهــوية اللبنانية ـ واقعية التعددية التي باتت بحاجة للتنظيم المريح ـ إيمانية نهائية بلبنان ال 10452كلم2 على أساس لبنان بكل أهله ، لبنان بكل شعبه ـ إستمرار القضية اللبنانية كقضية حيّة لا تموت ـ عندما يكون لبنان في خطر لا نعرف إلاّ لبنان ومن هنا كان شعارنا (لبنان أولا” وأخيرا”)…

هذه المبادىء التي فقدها المسيحيون حلال السنوات الماضية ، عليهم إسترجاعها لتكون مدماك تحوّلهم من مجموعة ردات الفعل الى الفعل بحدّ ذاته.. لبنان لن يكتب له الحياة إذا كان مسيحيوه ضعفاء منقسمون على ذاتهم، والبيت الذي ينقسم على ذاته يخرب.

لبنان أولا” وأخيرا”
ايلي محفوض
زحلة في 10 كانون الثاني 9200

2 thoughts on “الزمية والشمولية … وخطر ترويض المسيحيين / محاضرة ألقاها رئيس “حركة التغـيير” المحامي ايلي محفوض

  1. أخي المواطن ,

    أن يهدر لبنان في أعماقنا كنهر عظيم , فهذا هو شرفنا .

    وأن برتفع عاليا” حتى يلامس السموات , فهذا هو عنفواننا .

    وأن يتحد ترابه المقدس بكل خلية من أجسادنا , فذلك هو الحب الكبير .

    ومن أجل إعلاء هذا الشرف , وصيانة ذاك العنفوان , وترسيخ ذلك الحب , وجدة حركة الوجود المسيحي الحر .

    أخي المواطن … هذه هي رسالتنا لك فاحفظها :

    قالو لك أن لبنان قطعة أرض , أما نحن نقول لك أن لبنان وجود تاريخي لا تحده الحدود ولا تقيسه الجغرافية .

    قالو لك أن لبنان هو وطن كبقية الأوطان , أما نحن نقول أنه الظاهرة الفذة في التاريخ , أن لبنان لبناني هو كل

    لكله , متحد بذاته ويرفض الاتحاد بغيره , وللذين يساومون على تغير وجه وصورته فعبثا” يحولون .

    قيل لك السياسة مصانعة ودهاء , أما نحن فنقول السياسة مجابهة ومواجهة . هكذا تعلمنا .

    يقولون بالحوار:

    انها عملية تخدير وإلهاء . فأي حوار في ظل الترهيب والارهاب ؟

    أن حوارا” كهذا نفاق مكشوف .

    يتكلمون عن المواقف التاريخية , فإذا هي بين لحظة ولحظة مهزلة تاريخية .

    أخي المواطن ,

    في هذه الساعة التي ننصب فيها بعمق في مجرى حياتنا اللبنانية , بحثا” عن تربيتنا القومية , وثقافتنا الوطنية ,

    وتراثنا اللبناني وقيمنا العامة …

    ينصب غيرنا في مجري العداء لكل ما هو لبناني , لكننا لا نخافهم…

    فنحن نملك الإرادة وهي للبقاء …

    نملك القلم وهو لحماية الوطن …

    نملك الكلمة وهي لحماية الحق …

    ونملك لبنان وهو نعم الملك …

    Like

  2. أنا عندي المسيحي البحب بلدو أحسن من المسلم لباع بلدو وأنا متاكد إنو العكس صحيح

    Like

Comments are closed.