جوال فضول
شهادتنا
إنها الفاجعة الكبرى… إنها سخرية القدر من جديد… وهل نحن نعيش على كوكب انعدم فيه المنطق والفطنة والاتزان.
من كان يتصوّر أن نشاهد في عصر الرئيس سليمان، مظاهرة تندّد به، وتشتمه وتطلب منه الرحيل واستبداله بالرئيس لحود! وماذا يعني كل ذلك؟ لست في موضع الدفاع لا عن هذا الرئيس ولا عن الاخر، بل أنا في موضع الدفاع عن عهد حالي، يصارع الاعاصيرمن أجل ابقاء لبنان موحدًّا بعيدًا عما يدعى بحرب البسوس الرابضة على الأبواب.
لقمتنا سرقت، حريتنا دُعس عليها بأحزمة سورية، عائلاتنا إعتقلت واستشهدت وتعذّبت، وسيادتنا انتهكت، وها هم يطالبون بعودة النفوذ السوري! الذي ما تظاهروا مرة إلا ليشكروه على استباحته لدمائنا.
أعصابنا إنهارت، أشغالنا وبيوتنا تحطّمت، دماؤنا سفكت، وراجمات صواريخهم السورية نثرت أجسامنا أشلاءً، وها هم يطالبون بعودة نظام مسؤول عن حلول كل تلك المصائب بنا!
لسنا مع إسرائيل ضد غزة، ولسنا مع الفسلطيين ضد لبنان، ولكن لماذا يكون لبنان الساحة الوحيدة التي يجب أن تحارب من أجل الاخرين، لماذا لا تكون سوريا أو إيران من تفتح الجبهة على إسرائيل طالما أنهما من تصرخان عاليًا
بعمالة الشعب العربي! ماذا تريدون؟ أتريدون أن يدمّر لبناننا من جديد؟ أتريدون أن تنهار بيوتنا على رؤوسنا من جديد؟ أتريدون أن يحرم أطفالنا من النوم من جديد؟ أتريدون أن نفقد آلاف مؤلفة من الشهداء من جديد؟ أتريدون حربًا مدمرة من جديد؟ ومن ثم تدعون وتعلنون انتصار المقاومة وخسارة إسرائيل؟
نحن شبعنا فإذهبوا وحاربوا هناك، في أراضي سوريا ( في الجولان )! لبنان ليس وحده للحرب! لبنان هو للسلام! للسلام!!! بربكم إرحمونا…
أنا لست أقول إن ما يحدث ليس بكارثة، بل وأكثر، هذه المجازر لا نشهد لها، بل نشهد لأجلها، إنها مجازر بحق أطفال ونساء وشيوخ لا حول لهم، إنها مجازر بسببكم! بسبب ما تقومون به، وبسبب جبنكم وجلوسكم بين أطفال وشيوخ ونساء لا ذنب لهم!
إرحموا عذابنا وعذابهم، إرحموا أعصبانا واعصابهم، واتركوهم واتركوا لبنان يعيش بسلام، واتركوا دولته تعيش بأمان، لأن عهد لحود لن يعود، فعهد الخيانة دائماً إلى زوال، وهذا وعداً مني لكم، فطالما هناك شعب مثقف ومقاوم يجابه بالكلمة الحرة وبالعمل السياسي وبأعصاب من الفولاذ وبوضوح في الرؤية. فلبنان لن يعود إلى عهد ندفع ثمنه الآن وسيدفع أولادنا ثمنه لسنوات طويلة !
فوفاءً لشهداء المقاومة اللبنانية، ووفاء لشهداء حرب لبنان، ووفاء لبشير وبيار الجميل، ووفاء لجبران تويني وسمير قصير، ووفاء لآلام مي شدياق وزنزانة الحكيم، ووفاء لشعب مسيحي سفك دمه، ووفاء لجميع الشهداء، لبنان لن يعود إلى العصر الذي تريدونه لتجعلوه مخيّمًا يغطي تصرفاتكم الهمجية، وصواريخكم المهددة للسلم وللكيان،ولزعماء باعوا قضيتهم بثلاثين من الفضة.
فارحلوا عنا ودعونا نعيش بسلام!!!