رئاسة الإستاذ بري قانونية ولكن غير ميثاقية!!

berri

بقلم/الياس بجاني

 (وكالة الأنباء الوطنية في 23 حزيران/2009، مؤسس “الانتماء اللبناني” أحمد الاسعد: “نحن نعتبر أن كل صوت شيعي حصل عليه الانتماء هو انتصار بحد ذاته. فالطائفة الشيعية في لبنان اليوم مخطوفة ومأخوذة إلى مكان لا دخل للشيعة به. لذا من صوت لنا في ظل الظروف التي حصلت فيها الانتخابات في الجنوب، صوته يساوي ألف صوت، لأنه صوت رفض أن يخنقه أحد، ولأنه صوت تحدى محاولات الهيمنة، ولأنه صوت واجه الإرهاب، ولأنه صوت سار بعكس التيار، ولأنه صوت لم يخضع للتهديد، ولم يخف من تخوين، ولم يخش تكفيرا”. “أن الاقطاع ولى بالفعل، ولكن قريبا سيأتي أيضا دور أخطر أنواع الاقطاع وهو الاقطاع الديني الجديد”.)

 ما هذا “الفجع” السلطوي والقبلي والإقطاعي الجامح، ألا يكفي الأستيذ نبيه بري ترأسه المجلس النيابي منذ عام 1992 دون انقطاع (انتخب رئيسا لمجلس النواب اللبناني في 20 تشرين الأول 1992، ثم أعيد انتخابه في تشرين الأول 1996، وللمرة الثالثة في 17 تشرين الأول 2000 وللمرة الرابعة سنة 2005).

 طوال فترة وجوده في سدة رئاسة مجلس النواب حلل الأستيذ لنفسه وللربع الأخضر واليابس في كل مؤسسات الدولة؟

نسأل ألم يُشبع نهمه بعد وهو الذي لم يترك حتى يومنا هذا موقعاً واحداً في الدولة إلا وحشاه “حشرأ وسلبطةً” بمستزلم أو تابع، مما تسبب بفائض موظفين مكلف في كل الوزارات والمؤسسات الحكومية؟  

 ففي عهد “الإستيذ” الميمون تخطى عدد موظفي مجلس النواب الـ 500 بعد أن كان 50 فقط. وفي عهده الظافر والتحريري والمقاوماتي حوّل شرطة المجلس إلى ميليشيا أثبتت وجودها العسكري القمعي بامتياز خلال غزوة بيروت الجاهلية في 7 أيار 2008.

Continue reading

“الانسان الوطن الحريّة”… مذكرات الأباتي بولس نعمان

bachir-naaman

منصور بو داغر

 “لأن وراء هذه الكلمات السحرية الثلاث، الإنسان والأرض والحريّة، تاريخًا من النضال يرتقي إلى أكثر من ألف وخمس مئة سنة”.

يوم الخميس الواقع فيه 18 حزيران، وفي قاعة “يوحنا بولس الثاني” داخل حرم جامعة الكسليك، وقّع الأباتي بولس نعمان كتاب مذكراته “الانسان الوطن الحريّة”. حضر حفل التوقيع حشد كبير من الشخصيات الفكرية، وتخلّلته مداخلات لكل من الوزير السابق ميشال إده، رئيس تحرير جريدة الانوار رفيق خوري، الصحافي والكاتب أنطوان سعد الذي أعدّ مع الأباتي نعمان مذكراته، وقدّم لهم الاعلامي جورج غانم.

الوزير السابق ميشال إده استعرض أبرز مفاصل الكتاب مثنياً على غنى المعلومات فيه لشخص عاصر الاحداث اللبنانية بحلوها ومرّها. كما نوّه ببعض الذكريات المشتركة مع الأباتي نعمان، كمشاركتهما في ندوة عنوانها “الموارنة أرض وشعب” عام 1981 بمناسبة عيد مار مارون، بدعوة من “الباش” يومها، بشير الجميّل. وقد طلب إده وقتها من الأباتي تبادل الادوار، فتكلّم إده عن الشق الروحاني، وتكلّم الأباتي عن الشق الوطني والسياسي. وقد علّق الأباتي على الحادثة في مذكراته بقوله “أخذوا الدور الوعظي وتركوا لي الدور الصعب، السياسي”.

رئيس تحرير جريدة “الانوار” رفيق خوري تحدّث في الاهميّة التاريخية للكتاب واستعادتها لمختلف خيارات الموارنة السياسيّة والنتائج التي خلفتها عليهم. واستعاد قول توماس فريدمان “رجل واحد وحقيقة يشكلان أكثريّة”، وقال: “ها نحن في حضرة رجل واحد وحقيقة.. رجل قال الحقيقة وشهد للحق وهو الاهم من الحقيقة.. رجل عرف كيف يعيش في عالمين.. راهب ترهّب لمسيئيه من دون أن يترهّب عن قضايا الانسان، وامتلك الشجاعة لمواجهة كل ما يُلهم لبنان والانسان.. من هذا المنطلق والايمان لعب الأباتي نعمان دور المحاور والمحور.. حاور نخبة المسلمين والسوريين.. ولعب في الوقت نفسه دور المحور في الاحداث، فعمل في المقاومة.. وساهم في كل محاولات المصالحة بين الاطراف، ولم يكن العمل الفكري غائباً عن حياته، فأسّس مركز البحوث في الكسليك..”. وختم خوري بالقول: “أعطانا الأباتي نعمان في مسيرته وكتابه المثال الذي نطبق عليه قول فريدمان: «الاعتدال في المزاج هو دائماً فضيلة، لكنّ الاعتدال في المبدأ هو دائماً رذيلة»”.

Continue reading

مقتطفات من كتاب حزب الله المنهج – التجربة – المستقبل

kassim

الشيخ نعيم قاسم

 الطبعة الخامسة المزيدة المنقّحة – 2008

“…  انطلق حزب الله من أيمانه بالإسلام، … … …، وله فهمه ونظرته للأمور انطلاقا من هذا الإيمان … ”  – ( المقدمة –  الصفحة 11 )- .

  الفصل الأول – ” الرؤية والأهداف”.

 ظروف التأسيس.

” ناقش الإسلاميون داخل أطرهم، ومع بعضهم البعض، كيفية النهوض، ومواكبة متطلبات المرحلة في لبنان، والاستفادة من التجربة والإشعاع الإيراني الجديد، فوجدوا أن التشكيلات التنظيميّة التي يعملون فيها، لا تلبي الأهداف والطموحات التي يسعون

إليها، وهي لا تحمل قابلية ذاتية في التعديل والتطوير والتغيير … ” . – ( الفصل الأول – الصفحة 24 ) .  

 “ أثناء هذا النقاش، الذي واكبه تواصل مع أركان الدولة الجديدة للتعارف والاطلاع وقراءة ما أنجز في إيران، حصل الاجتياح الإسرائيلي للبنان، فشاركت مجموعات من المؤمنين في التصدي له، … … …، لكن لم يكن أي تشكيل حزبي إسلامي مهيأ لمثل هذه المهمة الكبيرة، فقوي الاهتمام بضرورة تشكيل إسلامي موحّد يتمحور حول ثلاثة أهداف مركزية:      

1- الإسلام هو المنهج الكامل الشامل الصالح لحياة أفضل، وهو القاعدة الفكريّة والعقائديّة والإيمانية والعمليّة التي يبنى عليها هذا التشكيل.

2- مقاومة الاحتلال الإسرائيلي… .

3- القيادة الشرعيّة للولي الفقيه … … …، وهو الذي يرسم الخطوط العريضة للعمل في الأمّة، وأمره ونهيه نافذان. – ( الفصل الأول – الصفحة 25 ).   

” من أجل تحقيق هذه الأهداف، تابع ممثلون عن المجموعات الإسلامية الرئيسة، مناقشة أفكار عديدة حول رؤيتهم للعمل الإسلامي في لبنان، تمّت صياغتها في ورقة نهائية، ثمّ انتدبوا تسعة أفراد كممثلين عنهم : ثلاثة عن التجمّع ألعلمائي في البقاع، وثلاثة عن اللجان الإسلامية، وثلاثة عن حركة أمل الإسلامية ( المنشقة عن حركة أمل، برئاسة السيد حسين الموسوي)، فحمل التسعة الورقة النهائيّة التي عرفت بوثيقة التسعة ،  والتي تضمّنت الأهداف المذكورة ،  ثمّ

رفعوا هذه الوثيقة للأمام الخميني، فوافق عليها، فاكتسبت شرعيّة تبني الولي الفقيه لها … … … “.  ( الفصل الأول – الصفحة 25 ) .

إقامة الدولة الإسلامية.

” … لكننا نؤكّد أننا مقتنعون بألا سلام عقيدة ونظاما، فكرا وحكما،  وندعو الجميع إلى التعرّف إليه والاحتكام إلى شريعته،  كما ندعوهم إلى تبنّيه والالتزام بتعاليمه على المستوى الفردي والسياسي والاجتماعي.  وإذا أتيح لشعبنا أن يختار بحريّة شكل نظام الحكم في لبنان فانه لن يرجح على الإسلام بديلا. ومن هنا فإننا ندعو إلى اعتماد النظام الإسلامي على قاعدة الاختيار الحرّ والمباشر من قبل الناس “. ( الفصل الأول – الصفحة 40 – ” رسالة الحزب إلى المستضعفين في لبنان والعالم”  ). 

 “ أنه نصّ واضح في الدعوة إلى إقامة الدولة الإسلامية، بناء على اختيار الناس… . إننا منسجمون تماما مع قناعاتنا، وأيضا مع الظروف العملية الموضوعية، فطالما أن الظروف لا تسمح بذلك لان اختيار الناس مختلف، أو لأي سبب آخر، فنحن معذورون في أننا بلغنا وأعلنا موقفنا، وعلى الناس أن يتحملوا مسؤولياتهم … … … “. ( الفصل الأول –  الصفحة 41)

Continue reading

“فاقد الهيبة”

nassrallah1

 بقلم غلوريا فرنسيس  

بالامس، وأنا أتابع خطاب السيد حسن نصرالله في أثناء حفل تكريم اللجان الانتخابية للانتخابات النيابية 2009، استوقفني موقفه من الانتخابات النيابية الذي كان شبيها بموقف طالب راسب في امتحانه يعلل أسباب رسوبه ويفتش في دفتر علاماته على أسباب هذا الرسوب. فتراه يلقي باللوم تارة على صعوبة الاسئلة، وتارة على طريقة طرح السؤال، وتارة أخرى يتحسر لو أنه “ذاكر” جيدا لاستطاع الاجابة ولو ولو…. سلسلة من الـ”لوّات” لا تقدم ولا تؤخر ولا تغير في النتائج شيئا انه “راسب”.

أنه خطاب “التناقضات” بامتياز، وخطاب التنكر والتنصل من مواقف وبدع ابتكرها حلفاؤه المسيحيون دون سواهم. كما انه خطاب التحريم والتحليل في آن. فهو تضمن عبارات وتبريرات جعلتك تشعر وكأنك أمام قائد “فاقد الهيبة” عائد من معركته خائبا، خالي الوفاض يقف أمام جيشه المهزوم يبرر له أسباب الخسارة، ويعدهم بمعارك لاحقة تحمل النصر والعز الميمونين والمجيدين (كما حصل في تموز 2006 و7 أيار 2008).

لقد أعطى السيد لنفسه ولنفسه فقط الحق في قبول ما يناسبه ورفض ما لا يتماشى مع مصالحه (كما يفعل حلفاؤه المسيحيون). لذا وجدنا أنه من الواجب انعاش ذاكرة السيد “المشتتة” بفعل الخسارة التي منيت بها المعارضة في الانتخابات الاخيرة بالآتي:

أولا: هل نسي السيّد أو تناسى من أطلق بدعة الوصول الى الندوة البرلمانية بأصوات “طائفة” وحصرية تمثيله لها، وعممها على كافة الطوائف. أليس حليفيه العماد عون، الذي يطل علينا اليوم ببدع جديدة هي “النسبية” و”الاكثرية الشعبية” ورئيس تيار المرده سليمان فرنجية الذي بادر فور رسوبه في انتخابات 2005 الى اهانة و”تعييب” نواب زغرتا بانتخابهم بأصوات السنة في الشمال وعدم تمثيلهم للمسيحيين. غير أن القدر كان له بالمرصاد فأتى قانون القضاء (الذي فصل في الدوحة خصيصا لضمان مقعد فرنجية) ليعيب عليه سقوطه في 34 ضيعة وقرية في قضاء زغرتا وحلوله رابعا بعد لائحة “زغرتا الزاوية” التي تضم رئيس “حركة الاستقلال” ميشال معوض الذي حل في المرتبة الاولى يليه النائب جواد بولس والمحامي يوسف بهاء الدويهي. فيما لم يكن للائحة فرنجية امكانية الوصول الى الندوة البرلمانية لولا أصوات “السنة” في قضاء زغرتا الزاوية.

Continue reading

المواجهات الأولى… للتاريخ، معارك سوريا في لبنان – الجزء الاوّل. (كتاب للصحافي كلوفيس الشويفاتي)

clovis-chouafati

منصور بوداغر

في نادي الصحافة يوم الخميس الواقع فيه 28/5/2009، وقّع الزميل كلوفيس الشويفاتي كتابه الثالث، وهو الجزء الاوّل لـ “قصّة 15 عاماً من المعارك السورية على لبنان”.

“…للتاريخ”، هذا ما حمله عنوان الكتاب… أو ان الكتاب واللقاء في نادي الصحافة كانا فقط للذكرى؟ أراد كلوفيس شويفاتي تقديم توثيق وعرض مفصّل لما فعله الجيش السوري في لبنان منذ تاريخ اختراقه الحدود اللبنانية عام 1975… ذلك الجيش الذي أصبح في ما بعد “ضروري، شرعي وموقّت”، كما ارادته لغة عملائه الخشبية… حتى تاريخ انسحابه غير المشرّف عام 2005 بُعيد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري…

هل هم قلّة الذين يستطيعون الاحاطة بالموضوع  او الاجابة عن سؤال الذاكرة الجماعية اللبنانية (وخصوصاً المسيحية)، لا سيّما بعد محاولات غسل الدماغ وتزوير التاريخ – تاريخ لبنان المجيد – ومقاومته البطلة (بنسختها الأصلية الأولى طبعا)… تحريف تمّ طيلة تاريخ او فترة الهيمنة السورية المطلقة على لبنان، وخاصة ما بعد انتهاء الحرب اللبنانية في التسعينات.

الصحافي كلوفيس الشويفاتي جرح حيّ شاهد لوجود العسكر السوري على أرضنا. والده خُطف وعُذّب على يد قوّات السوري المنتشرة في الشمال، وعائلته تفرّقت لفترة طويلة بعد معركة بلدتهم “بلاّ” (مسقط رأسه الذي هاجمته المسماة قوّات الردع العربية – تسمية مهذّبة – للقوات السوريّة الغاشمة التي فتكت بلبنان…) وإن ننسى – كلوفيس شويفاتي أرادنا ألاّ ننسى… وهذا ما حثّنا عليه من خلال كتابه الذي أراده شاهداً وذكرى…

يستعيد كلوفيس في كتابه المعارك التي خاضها، حتى لا نقول المجازر التي ارتكبها الجيش السوري في لبنان. يستعيدها بحسرة وقهر وبدقائقها، هو الذي استعان ليس فقط “بالمراجع” إنما أيضاً “بالمصادر الحيّة التي صنعت أو عايشت أو شاهدت الاحداث” التي رافقت التواجد السوري في بلاد الأرز، “وهذا الامر هو أهم ما يميّز الكتاب” على ما ذكر العميد الركن بول فارس في كلمته خلال حفل التوقيع.

Continue reading

السوريون أيضا يقترعون!

elections

رزان زيتونة

* كاتبة سورية

للمرة الأولى ربما منذ عقود، ينخرط السوريون في عملية انتخابية بتلك الحماسة والإقبال، رغم أنهم غير مدرجين على لوائح المصوتين أو المرشحين، ورغم أن نتائج تلك الانتخابات ليس لها انعكاسات مباشرة على أوضاعهم السياسية أو الاقتصادية.

بدأ الأمر منذ بداية الحملات الانتخابية في لبنان وما رافقها من تغطية إعلامية مكثفة. وأينما التفت، تجد من يتحدث عن المرشح الفلاني أو منافسه، وعن المناظرة الفلانية على فضائية معينة أو عن التفاصيل المثيرة التي تزخر بها الصحف والمواقع الالكترونية حول تلك الحملات والمساجلات.

ويكفي لمعرفة لأي فريق يشجع، أن تسأل الشخص عن الفضائية اللبنانية التي يتابعها هذه الأيام، فالمتابعة الكثيفة لمجريات الانتخابات اللبنانية في سورية، اقتضت اختيار الفضائيات المناسبة لأنصار هذا الفريق أو ذاك، كل يغذي آماله وفقا للدعاية الانتخابية لمن يؤيد.

وليس نادرا أن تسمع من يبدي «قرفه» من تدني مستوى الحوار والخطاب السياسي اللبناني، ومن «وحل الطائفية» التي تغرق لبنان وسياسييه وانتخاباته ومن الديمقراطية اللبنانية «المزيفة» أو «الملطخة» بالمال والتدخلات الأجنبية! لكن في آخر النهار، يكون مصلوبا كما في الأمس أمام شاشة التلفزيون لمتابعة حوار جديد ومناظرة جديدة بين المرشحين والسياسيين إياهم الذين أغدق عليهم في النهار أسوأ النعوت. وتسأل، إذن لماذا تتابع؟ يجيب: لا أستطيع التوقف. وهو وإن فسر الماء بالماء، فقد يكون محقا بعدم اكتشاف حقيقة اهتمامه بانتخابات تجري خارج حدود بلده. فإن كان كثيرون يؤيدون المشروع السياسي لأحد الفريقين المتنافسين في لبنان، ويرى في النتيجة دعما أو خذلانا لمشروعه الوطني الذي يؤيده، فإن آخرين كانوا أقل انحيازا لأحد الفريقين رغم إدمانهم على متابعة مجريات الانتخابات.

وإن رأى البعض في ذلك حالة تعويض عن فقد مديد لممارسات محلية مشابهة، فإن آخرين عبروا عن رفضهم لهذه الفكرة، مشيرين إلى أنه حتى الانتخابات الرئاسية الأميركية التي شغلت العالم طيلة أشهر لم تحظ بمثل هذا الاهتمام المحلي. لذلك قد تكون عوامل الجوار الجغرافي هي التي نقلت تلك العدوى عبر الحدود، أو ربما الفضول لمعرفة كيف يختلف شعبان «أخوان» في الخصال والممارسات السياسية إلى هذا الحد!

Continue reading

البطريرك مرجعية وطنية ومصير لبنان واللبنانيين ليس تدخلاً في السياسة!!

batrak

 بقلم ميرفت سيوفي

 اختار النائب عن حزب الله محمد فنيش الرد على كلام البطريرك مار نصر الله بطرس صفير بعد الانتخابات، ربما حَذْراً على ميشال عون الذي احتاج إلى رافعات حزب الله لإنقاذه من سقوط مدوٍ، لو ردّ حزب الله وقرر الدخول على خط شن الحملات على بطريرك الموارنة بذريعة “إقحام نفسه في السياسة” لكانت المقاييس تدهورت بشدّة فهي سابقة في الحملات المركزّة على البطريرك التي كان المكلفون مهمّة القيام بها “أراذل” الألسنة عند الموارنة، الذي لا كبير لهم إلا “الخَطّ”، ولكن انتهت الانتخابات، ولم يعد هناك قانون يحتج الساكتون به!!

وأخطر ما في هجوم فنيش المفاجئ استبطانه تخويناً لمرجعية وطنية كبرى، ولرأس الكنيسة المارونية، فعندما يقول أن كلام البطريرك: “يعبّر إما عن عدم معرفة” فهو يدرك تماماً أن كلام البطريرك جاء عن معرفة عميقة واستشعار كبير بالخطر المحيق بلبنان ومصيره وهويته اللبنانية والعربية، وهذا الخطر على الهوية العربية يحيط بالمنطقة العربية كلّها بسبب الأطماع الفارسية التاريخية القديمة – الجديدة فيها، ولكن عندما يستبطن النائب في كلامه “تخويناً” لأكبر مرجعية وطنية برمزيتها التاريخية ودورها في نشأة لبنان فيقول: “أو عن توافق مع الدور الأميركي والإسرائيلي”، فهذا كلام خطير جداً ومرفوض من كلّ اللبنانيين الذين يثقون بحكمة البطريرك وتبصره وقلقه الدائم على لبنان، وأخطر ما في هذا الكلام أن الهجوم هذه المرةّ يأتي مباشرة من حزب الله باتجاه البطريرك!!  

 وبلغة مستغربة فيها الكثير من التجرؤ و”قلة الذوق” أيضاً في التوجه بالخطاب إلى البطريرك قال فنيش: “بما أن صفير مصرّ على إقحام نفسه في السياسة واتخاذ مواقف فيها انحياز واتهام وظلم لا بدّ أن يكون الرد عليه بالسياسة”، وتجاهل النائب أن ثمة فارق كبير بين الحديث عن الكيان اللبناني والخطر الذي يتهدد هويته ودوره ويتجاهل أنه جاء رسالة لتحكيم الضمير وخوفاً على مصير لبنان وتأكيده بعد نتائج الانتخابات أن المعارضة لو فازت كان سيتغيّر وجه لبنان، وبعد، هذه تصريحات أحمدي نجاد التي اعتبر فيها أن انتصار المعارضة “أي حزب الله” سيغيّر وجه المنطقة وسيوسع جبهات المقاومة، فهل يحسبوننا سُذجاً!!

Continue reading