رسالة من مواطن لبناني إلى فخامة رئيس الجمهورية

Coat_of_Arms_of_Lebanon

بقلم نبيل سلامة

شهادتنا

 أتوجه إليك أنا المواطن اللبناني الرازح تحت أثقال الحالة الإقتصادية الصعبة بصمت الصابر والصامد ، أنا المواطن اللبناني الذي يحاول فوق طاقته أن يؤمن حياة كريمة لعائلته وليجنّبها العوز والذل.

أتوجه إليك لأنني مثلي مثل كل اللبنانيين الذين استبشروا خيراً بانتخابك بعد مخاض طويل ، مؤلم ودموي ، وبعد ما قام به البعض من تهويل وتعطيل وتهديد ووعيد ، وبعد أن كنّا على قاب قوسين من عودة حرب أهلية بغيضة  كان يمهد لها ويتمناها أعداء لبنان .

أتوجه إليك  أنا المواطن الذي لا يهمه من هم الأقلية ومن هم الأكثرية ، من هم الموالاة ومن هم المعارضة ، من هم 8 ومن هم 14 آذار ، كل ما يهمّه أن يعيش بسلام وطمأنينة وكرامة وحرية .

أتوجه إليك لأسألك لماذا تسمح أن يعطّلوا حكمك وعهدك ؟؟

حكومة عهدك الأولى لم تتشكل حتى الآن ، لماذا ؟؟

الوقت يمر وفترة رئاستك تتناقص ولم يتغيّر شيء مما أملنا كلنا أن يتغيّر . على العكس ، الخوف ازداد مع تهديدات بالحرب تتوالى من كل حدب وصوب وفجورٌ ومكابرة من بعض الأطراف التي تمعن في جعل عهدك عهد فاشل ،عهد تمرير الوقت .

أتوجه إليك لأسألك لماذا تسمح بأن يجعلوا منك رئيسا صورياً للبلاد فيما قرار الحكم بيدهم وقرار تشكيل الحكومة بيدهم وقرار الحرب والسلم بيدهم ؟؟

أتوجه إليك لأسألك ، لماذا تقبل بأن تنكسر هيبة القوى الأمنية والعسكرية وأنت قائدها الأعلى ، فيغتال عناصرها، بعضهم غدراً ويطلق سراح القتلة ، وبعضهم يرجم بالحجارة وتتم محاكمتهم من قبل الراجمين ، وبعضهم خطفاً وإهانة وتحقيراً ويتم الإعتذار من الخاطفين ؟؟

أتوجه إليك لأسألك ، لماذا هنالك مناطق محظورة على القوى الأمنية والعسكرية اللبنانية ؟؟

Continue reading

“الوطن” السورية: لماذا لا يعود لبنان إلى سوريا؟

untitled

من السذاجة, لا بل إنها السذاجة المطلقة, الظّن ان سياسة الضغط على سوريا أوالتقارب معها قد تضع حدا لأطماع النظام السوري في لبنان التي تتمظهر مرة عبر سياسات أمنية المطلوب منها إظهار لبنان عاجزا عن الحفاظ على أمنه و مرّة عبر ممارسات سياسية تظهر لبنان غير قادر على ادارة شؤونه السياسية أو تأليف حكومة, ومرات أخرى عبر تصاريح من هنا او هناك لم يكن آخرها تصريحات وبيانات كانت تصدر بين الفينة والأخرى عن بعض القيادات السورية أو ازلامها في لبنان والتي تدّعي أن لبنان ليس كيانا طبيعيا ولن يكون, وأنه جزء من “سوريا الطبيعية.”

غير أن هذه المحاولات اليائسة لتدمير شخصية لبنان لن يكون آخرها المقال الذي صدر على صفحات صحيفة “الوطن السورية” والذي أعاد علّة وجود لبنان إلى أحضان إتفاقية “سايكس بيكو” ضاربا عرض الحائط عادات اللبنانيين و حضارتهم الممتدة إلى آلاف السنين, ناسيا أو متناسيا أن للشعوب حق مقدس في تقرير مصيرها. و فيما يلي نص المقال:

أعرف أنه ليس بالأمر السهل. وصعوبته ليست انفراداً لبنانياً.

وإن كانت الصعوبة ترتدي مظهراً ناعماً لكنها ذات جوهر معقد في لبنان.

ليست انفراداً لأن العالم العربي يمتلئ بمواقع الحلول الصعبة عربياً لكنها المنطقية واقعياً.

رؤية هي إيحاء أكثر من إمكانية الممارسة والإيحاء غالباً يتمثل في إبعاد الخيال أو العاطفة أما الدخول إلى واقعية ما هو إيحاء فتلك ممارسة الحلم فقط.

أعرف أن الصعوبة تتمثل فيما يخص لبنان بنفس طرح رأي يقول بضرورة توحد دول الخليج في دولة واحدة ما دام بينها تطابقات كثيرة، أو رأي آخر يرى أهمية أن تعود السودان إلى امتداد مصر فتدخل في واقع سياسي واقتصادي جديد كان من قبل.
Continue reading

التاريخ لا يمجّد إلا الشجاع المقدام الذي يقول كلمته دون خوف أو مواربة أو خجل

Mostafa Geha3

مصطفى مصطفى جحا

 عاش حراً، كتب الحرية حتى نهاية النهاية، نهاية امتزج فيها الحبر بالدم.

15 كانون الثاني 1992 اغتيل مصطفى جحا جسدياً.

اليوم وبعد 17 عاماً على الاغتيال الجسدي قرّرتُ أن أقدّم له عربون وفاء نظراً لما قدّمه للبنان والفكر والحرية والكلمة…

جلّ ما كنتُ أسعى إليه هو إقامة ندوة فكريّة تتناول موضوع الوجود المسيحي في لبنان والشرق وظروفهم على كافة المستويات وذلك بعد أن أعدتُ طباعة كتاب رسالتي إلى المسيحيين الذي كان قد وضعه شهيد الكلمة الحرة.

لم أوفّر جهداً إلا وبذلته علّني أجد من لديه الجرأة ليكون على المنبر. علماً بأنني كنت قد قررت ألا يكون المنبر في هذا المؤتمر مخصصاً لمهاجمة أحد أو اتهام أحد، بل أن يكون منبراً للثقافة والفكر والرقي والموضوعية.

مصطفى جحا إسمٌ أرعب أعداء فكره في الماضي وزلزل كيانهم، قلمه كان سيفاً مسلطاً على الجهل والتخلف، كان مدماك دفاعٍ عن لبنان والانسان والحرية.

اغتيال مصطفى جحا جسدياً آلمنا. نعم آلمنا كثيراً.

أما اليوم فاغتيال اسمه وفكره ليس من قبل أعدائه بل من قِبل من كانوا رفاق له ومن كانوا يدّعون أن اغتياله جسدياً لن يكون اغتيالاً لفكره.

ما الذي يرعبكم؟!!!؟؟؟ بربكم أجيبوا فصمتكم وخوفكم وتهربكم آلمني آلاف المرات أكثر من اغتيال شهيد الكلمة الحرة جسدياً.

الخوف سبب تخلّفنا والخوف سبب دوسنا بأقدام الآخرين.

رحمك الله يا مصطفى جحا فها أنت تعتصر ألماً على زمنٍ بات فيه أصدقاء الأمس يتنصّلون فيه من اسمك.

رحمك الله يا مصطفى جحا فأنت اليوم وحدك وليس لك من نصير.

رحمك الله يا مصطفى جحا فأنت شهيد الكلمة الحرة رغم أنف الأعداء وأنف المتنصّلين.

رحمك الله يا مصطفى جحا فإن اسمك سيبقى مرفوعاً بفضل أوفياء شجعان آمنوا بـ: قُل كلمتَك وامشِ.

أما المتهرّبون المتنصّلون الخائفون فإليهم أقول: شكراً وألف شكر، أعطيتموني درساً لن أنساه.

التاريخ لن يذكر من يخاف ويجبن بل سيذكر ويمجّد كل بطل مقدام يتجرّأ أن يقول كلمته دون خوف أو مواربة أو خجل.

استشهاد الشاب جورج ابو ماضي وجرحى خمسة اخرين طعناً على ايدي شبان من الشياح في محلة صنين في عين الرمانة

جورج ابو ماضي شهيد الغدر والكلاب المسعورة
جورج ابو ماضي شهيد الغدر والكلاب المسعورة

دخل عدد من الشبان من جهة الشياح الى عين الرمانة مستخدمين الدراجات النارية، وقاموا بأعمال استفزازية بحق سكان محلة صنين وتعرضوا لعدد من الشبان امام “سناك ابو انطون”بالطعن بالسكاكين، ما أدى الى استشهاد المواطن جورج أبو ماضي نتيجة اصابته بثلاث طعنات من سكين.

في معلومات خاصة لموقع “القوات اللبنانية”، الجرحى هم : مازن متري 17 عاماً، جان بيار حبيب 18 عاماً، موسى عبد الاحد 17 عاماً، سليم مرشد 23 عاماً وهو صاحب “سناك ابو انطون” حيث وقع الاعتداء وقد نُقلوا جميعاً الى مستشفى جبل لبنان في الحدث. كما عرف ان المغدور جورج ابو ماضي موظف بنك وعمره 28 عاماً وهو خاطب ويتحضر للزفاف قريباً.

وأفادت الوكالة الوطنية للإعلام عن تحطيم سيارة المدعو جان أندراوس الذي لا علاقة له بالحادث. وعلى الفور حضرت القوى الامنية من جيش وقوى امن داخلي وطوقت المنطقة وعملت على حل الاشكال وقد تم توقيف احد المتورطين بالحادث وهو من آل مرعي.

كما اصيب شابان اخران هما سليم بولس الذي تعرض لطعنة في الظهر ولضربة في الراس، وميمو انطون الذي اصيب بطعنة في خاصرته، وهما يخضعان للعلاج في المستشفى.

وفيما تداعت فعاليات منطقة عين الرمانة، الى لقاء في الساعات المقبلة لدرس الموقف، اعلنت لجنة تجار الشياح –عين الرمانة في بيان اصدرته استنكارها للاعتداء السافر الذي تعرضت له احياء الشياح – عين الرمانة، واودى بحياة زهرة من شباب المنطقة الابرياء وسقوط عدد من الجرحى.  

ودعت لجنة تجار الشياح – كرم الزيتون، الى الاقفال العام اليوم الاربعاء في 7/ 10/ 2009.

لبنانيون أوقفوا على الحدود السورية يروون مآسيهم:تهم باطلة وتعذيب وحشي والافراج بعد دفع رشى ووساطات

welcom to syriaعن الشراع

 ادت قضية معاناة اللبنانيين على نقاط العبور الحدودية إلى سوريا، وخصوصاً في جديدة يابوس، إلى الظهور، بعد تعرض عدد من قاصدي دمشق للتجارة أو لزيارة الأقارب للاعتقال التعسفي وإخضاعهم للتحقيق في تهم تنسب إليهم من دون إثباتات دامغة، ثم يفرج عنهم بعد إخضاعهم للتعذيب بمختلف الوسائل المعروفة لدى أجهزة الاستخبارات السورية.

وأكثر المواطنين الذين يعانون من هذا الأمر، هم أبناء البقاع الغربي الذين تربط العديد منهم علاقات مصاهرة أو تجارة مع عائلات وتجار سوريين.

وبالرغم من ان هذه القضية القديمة – الجديدة تتفاقم يوماً بعد يوم لم يبرز أي اعتراض أو احتجاج رسمي لبناني، خصوصاً من جانب السفارة اللبنانية في دمشق على هذه الممارسات ولا سيما في ظل الحديث المتكرر عن ضرورة تحسين العلاقات اللبنانية – السورية.

بعض المفرج عنهم من السجون السورية اثر اعتقالهم التعسفي رووا لـ((الشراع)) معاناتهم التي مروا بها على الحدود اللبنانية – السورية وكيفية اعتقالهم وأساليب التعذيب الذي تعرضوا له أثناء التحقيق معهم.

أحمد – م قال: أنا مواطن من البقاع الغربي لديّ علاقات تجارية مع السوريين منذ أربعين سنة وملفّي نظيف لا غبار عليه إلا أنه وبعد الانتخابات النيابية الأخيرة أرسل أحد عملاء النظام السوري تقريراً ضدي أورد فيه اتهامات ما أنزل الله بها من سلطان. ولدى محاولتي الدخول إلى الأراضي السورية عبر نقطة ((جديدة يابوس)) الحدودية مع لبنان سلّمت هويتي لأحد عناصر الأمن العام السوري الذي أدخلها إلى جهاز ((الكمبيوتر)) ثم قال لي ان اسمك موجود في لائحة المطلوبين وعليك مراجعة فرع الاستخبارات في ((كفرسوسة)) وهو من أخطر فروع الأمن السوري في دمشق.

Continue reading

“سجان يمسك سجان”

torture in Syria prisons

إيلي فواز

عن موقع لبنان الآن

“النظام اللبناني بصفته الراهنة غير قابل للحياة”، هكذا كتبت صحيفة تشرين نقلاً عن “شريحة كبيرة” من اللبنانيين. طبعاً لم تتكلف الصحيفة عناء استطلاع رأي هذه الشريحة، و لكن هكذا جزم كاتب المقال الذي تخضع جريدته يومياً كما كل الصحف في سوريا الشقيقة للتفتيش والتدقيق والتحميض والرقابة الصارمة عن كل كلمة تكتب أو رأي.

وبالطبع عزيزي القارئ لم يكن النظام اللبناني نفسه يعاني من عوارض “الموت السريري” ايام “حكم القناصل” من غازي كنعان إلى رستم غزالي وبالطبع لم تكن الطبقة السياسية انذاك تتقاسم “مغانم هذا الوطن” ولم تكن الطائفية تحول دون “ترسيخ المواطنة” في لبنان. أم تراه لم يكن نزع اللجام عن قلم هذا الكاتب للخوض في هذي المواضيع؟

من دون ادنى شك هناك في لبنان أزمة، سمّها ما شئت أزمة نظام أو أزمة حكم. وهناك من يعارض في الحياة السياسية في لبنان نهجًا معينًا وهناك من يوالي، وهناك من ينزل إلى الشارع بمئات الآلاف ليناصر جهة سياسية وهناك من يقابله في الشارع الاخر ليختلف معه. ولكن أليست هذه هي سمة الأنظمة الحيّة؟

نحن كلبنانيين لا ننكر أن النظام بحاجة إلى مراجعة وتطوير وربما أيضاً الى التطبيق في مرحلة اولى، ولو تصور كاتب هذه المقال من كان يحول ويمنع تطبيق النظام والدستور؟ ولو يعلم من كان يشعل الحرائق في لبنان و غير لبنان، ليوهم العالم من بعدها انه الوحيد المخول اطفاءها؟

نعم هناك سجال حاد في لبنان حول النظام ولكن اليس هذا الضجيج أفضل من صمت غرف الاستجواب والتعذيب المظلمة والباردة؟ اليس هذا الصراخ أفضل من انين المساجين البريئة القابعة في سجون الحقد؟

ثم دعني أقول لك ما أنتجه هذا النظام الذي يعاني من “موت سريري”.

هذا النظام أنتج حرية الرأي والتعبير وحمى قدسية الكلمة من طغاة ازمان نتمنى لو تزول، فكان لنا صحافة حرّة، وكتّاب جريئون، وشعراء متمردون وسياسييون منفييون من كل الاجناس والاقطار العربية يحتمون في بيروت من سطوة الديكتاتوريات القاتلة التي لا تحتمل النقد والاختلاف.

كما اعطى هذا النظام شموعاً تضيء ظلمة الجهل درباً لأجيال وأجيال لبنانية وعربية جلست على مقاعد الدراسة تنهل علماً منذ القرن التاسع عشر علّهم يغيرون مجرى التاريخ المنحدر في مدننا وقرانا العربية وعلهم يتسلحون بالعقل ويقاومون بالفكر والمنطق قروناً من الجهل والعنف و التخلف.

نعم هذا ما انتجه هذا “النظام المهترئ”، هل أخطأ اللبنانيون؟ أكان أجدر بهم أن يبنوا بدل المدارس والجامعات سجوناً واسعة؟ وبدل أن يخرجوا أطباء ومهندسين وشعراء ورجال أعمال لامعين.. هل كان أفضل لو أنهم خرّجوا جلّادين؟

من تراه تراءى للشاعر الكبير مظفر النواب عندما قال:

“سبحانك كل الاشياء رضيت سوى الذل
وأن يوضع قلبي في قفص في بيت السلطان
وقنعت ان يكون نصيبي في الدنيا كنصيب الطير
ولكن سبحانك حتى الطير لها أوطان
و تعود اليها و انا ما زلت أطير
فهذا الوطن الممتد من البحر الى البحر
سجون متلاصقة سجان يمسك سجان”.