يا أقباط مصر… لا تطالبوا بحقوقكم

لمى فريد العثمان

كعادتهم… يصمت المتأسلمون صمت القبور حين يكون الاعتداء أو القتل أو الاضطهاد على غير المسلمين، لأنهم ببساطة مدّعو التسامح وما هم كذلك، فالتسامح أصل الليبرالية التي يكرهون ويحاربون، والليبرالية تدافع عن الإنسان والأقليات مهما كان الاختلاف، أما هم فلن يحركوا ساكناً على الرغم من ضجيجهم وضوضائهم بادّعاء سوء معاملة الغرب للمسلمين (بالرغم من فرار المسلمين من بلادهم بسبب المظالم وتكدسهم في الديار الليبرالية التي تحترم الإنسان بغض النظر عن الدين أو غيره)، فصمت الضمير وماتت العدالة وأصيبت الرحمة بالشلل حين وقعت الاعتداءات الآثمة المجرمة على المصريين الأقباط المسالمين في نجع حمادي حين أطلق الإرهابيون النار بشكل عشوائي عليهم عشية احتفالهم بعيد الميلاد، لتذبح ثمانية أبرياء وتصيب آخرين بجراح خطيرة.

لم تكن تلك الحادثة الأولى ولن تكون الأخيرة، ففي السنوات الثلاثين الأخيرة عانى الأقباط (كما الأقليات في كثير من بلداننا) اضطهاداً وعنفا طائفياً تعددت أوجهه وتنوعت أحداثه: من حرق للكنائس والمتاجر والمنازل والاعتداءات والقتل، بالإضافة إلى الاستبعاد من بعض المناصب الرئيسة في الجيش والشرطة والقضاء والجامعات، الأمر الذي دفع الأقباط للانعزال والانغلاق واللجوء إلى الكنائس كبديل عن الوطن. وعلاوة على ما يعانونه من تمييز في حقوق المواطنة والمساواة، رغم إقرار الدستور المصري المساواة الكاملة في الحقوق والواجبات بين المصريين، فالقوانين والإجراءات التي تنظم حقوق بناء المساجد لا تسري على الكنائس ودور العبادة لغير المسلمين، فيقول الدكتور سعد الدين إبراهيم ’بينما لا يحتاج المسلمون إلى تصريح رسمي لبناء مسجد في أي مكان، يحتاج بناء أو حتى ترميم أي كنيسة في مصر إلى مرسوم ’رئاسي’ وهو ما يعني عادة الانتظار عدة سنوات’… فمازال على سبيل المثال أقباط ’منية دوس’ ينتظرون بناء كنيستهم لأكثر من خمسين عاماً.

Continue reading

15 كانون الثاني ذكرى اغتيال المفكّر والكاتب اللبناني الشهيد مصطفى جحا

مصطفى جحا كاتب ومفكّر لبناني من مواليد 1942، تعرّض للكثير من المضايقات والملاحقات نتيجة كتاباته ومواقفه أثناء الحرب الأهلية اللبنانية وبعد عذاب شديد لجأ إلى منطقة بدارو في بيروت لتعود المضايقات والملاحقات من جديد.

تم اغتياله في 15 كانون الثاني 1992 بعد أن أوصل أولاده مصطفى، ازدهار وغريد إلى مدرستهم

الأربعاء 15 كانون الثاني 1992 تم اغتيال مصطفى جحا في بلدة السبتية – قضاء المتن الشمالي بإطلاق النار عليه وهو في سيارته -ب.ام.ف- بيضاء. وذلك في تمام الساعة التاسعة إلا ربع صباحاً.

تم اعتراض سيارته من قبل سيارة يستقلّها 3 مسلحين حيث أرغموه على التوقف وترجّل مسلّحان وتقدما نحوه، الأول من الناحية اليسرى حيث كان الشهيد وراء المقود والثاني من الناحية اليمنى ليشهرا مسدّسين مزوّدين بكواتم للصوت وأطلقا عليه وابلاً من الرصاص فاستشهد داخل سيارته. ليعود المجرمون ويفرّوا في سيارتهم التي كانوا يستقلّونها.

وبعد حضور آمر فصيل الدرك في جديدة المتن الرائد جوزف ديب وقاضي التحقيق في جبل لبنان جورج كرم والطبيب الشرعي، تبيّن أن الشهيد مصطفى جحا قد أصيب بأكثر من عشر رصاصات في رأسه وصدره وذراعيه.

تم نقل الجثة إلى مستشفى البيطار في السبتية وكُلّف الطبيب الشرعي د. سليم نجم بالكشف على جثة الشهيد.

اختفت كتبه ومؤلفاته من الأسواق اللبنانية بعد اغتياله رغم توافرها بأعداد ضخمة في ذلك الوقت

له 24 مؤلفاً أهمها: الخميني يغتال زرادشت، لبنان في ظلال البعث، رسائل من خلف المتراس، أية عروبة أية قضية، رسالتي إلى المسيحيين، لعنة الخليج وغيرها….

اليوم وبعد 17 عاماً على الاغتيال أعيد نشر كتابين من كتب مصطفى جحا وهما: “رسالتي إلى المسيحيين” و “لعنة الخليج”.

رسالتي إلى المسيحيين: كتاب أكاديمي، توثيقي للوجود المسيحي في لبنان والشرق ودور المسيحيين ثقافياً، علمياً، سياسياً واجتماعياً. كتاب غني بالمصادر والمراجع.

لعنة الخليج: كتاب يتناول علاقة العراق والخليج بدول الجوار والعلاقة مع إيران ومع إسرائيل والدور الأميركي في المنطقة. الكتاب غني بالمصادر والمراجع.

مصطفى مصطفى جحا

الرئيس بري ومصارعة الحق

بقلم/الياس بجاني

 من المعروف منطقياً وعملانياً أن فاقد الشيء لا يعطيه، كما أن المعرى من عباءة المصداقية ليس بإمكانه ستر عورات غيره من الناس ولا التبشير بالعدل والإنصاف والمساواة.

من هنا فإن السيد بري الغارق حتى أذنيه والثمالة في أوحال وأفخاخ المذهبية والمحاصصة والمصالح والمنافع الذاتية ، إضافة إلى تبعيته المطلقة لدولتي محور الشر، سوريا وإيران، ولحزب سلاحهما في لبنان، حزب ولاية الفقيه، والمتميز بهرطقاته النمرودية للقوانين والشرائع والقيم والمبادئ والأعراف كافة، والبابلي في خطابه ولغته، والمستهزئ بعقول وذكاء وذاكرة وإيمان اللبنانيين، هذا الأستاذ النبيه لا يمكنه أن يكون لا صادقاً ولا جدياً ولا نقياً ولا تقياً في أي عمل وطني يقوم به، ولا في أي طرح يقدمه.

 الأستاذ النبيه مكشوف وطنياً لدرجة تفوق التعري بدرجات، وطرحه تشكيل هيئة إلغاء الطائفية السياسية هو تعدِ صارخ على كرامة اللبنانيين، وانتهاك فاضح للحق والحقيقة. فهو برزمة أفعاله وأقواله منذ أن أدخله العراب الشامي عالم المليشياويين والسياسيين وأكلة الجبنة في لبنان حتى يومنا هذا، لم يكن يوماً إلا ما أراده السوري له أن يكون، وهو لم يخالف ولا مرة واحدة أي فرمان لهذا العراب الشقيق الشقي والدموي.
Continue reading