عيد سيّدة القمح أو سيّدة الزروع

       روجيه عفيف     

15 ايار 2010  

تحتفل الكنيسة المارونية حسب سنكسارها الثابت (كتاب الاعياد)، ومعها السريانية ، في 15 أيّار من كل سنة بعيد سيّدة السنابل أو سيّدة القمح . ولهذا العيد عدة معاني دينية وتاريخية ، أهمّها أن المسيحيون الاوائل منذ أيّام الرسل اعتادوا التعييد للعذراء بعد انتقالها الى السماء . وكانت أعيادها ثلاث مرات حسب ما يوصي الرسول يوحنا الانجيلي في الاعمال المنحولة فيقول (وهو في مدينة أفسس) : نعيّد للعذراء في نصف كانون الثاني سيّدة الزرع ، ونصف أيّار سيّدة القمح ، ونصف آب عيدها الكبير سيّدة الكرمة أو العنب . وقد رأى شرّاح الكنيسة أنّ هذه الاعياد المريمية الثلاث ، ذات الطابع الزراعي الموسمي ، لها علاقة بالافخارستيا والقربان ، حيث يصنع القربان من طحين القمح ، والخمر من عصير العنب المعتّق . وبذلك تكون مريم أيضًا ، في أعيادها ، وسيطةً لسرّ القربان الاقدس .

أمّا عن موقع هذا العيد في منتصف أيّار ، ففي الانجيل إشارة لهذا الوقت ، حيث مرّ تلاميذ يسوع يوم السبت وسط الحقول ، فبدأوا يأكلون القمح وهو أخضر . ومن هنا أخذ العيد إسمًا إضافيًا هو سيّدة الفريك ، كونَ في هذا الوقت يُفرك القمح ويؤكل أخضر .
(إنجيل لوقا 6 : 1 ـ 5) :
” وَفِي السَّبْتِ الثَّانِي بَعْدَ الأَوَّلِ اجْتَازَ بَيْنَ الزُّرُوعِ. وَكَانَ تَلاَمِيذُهُ يَقْطِفُونَ السَّنَابِلَ وَيَأْكُلُونَ وَهُمْ يَفْرُكُونَهَا بِأَيْدِيهِمْ. فَقَالَ لَهُمْ قَوْمٌ مِنَ الْفَرِّيسِيِّينَ لِمَاذَا تَفْعَلُونَ مَا لاَ يَحِلُّ فِعْلُهُ فِي السُّبُوتِ. فَأَجَابَ يَسُوعُ أَمَا قَرَأْتُمْ وَلاَ هَذَا الَّذِي فَعَلَهُ دَاوُدُ حِينَ جَاعَ هُوَ وَالَّذِينَ كَانُوا مَعَهُ. كَيْفَ دَخَلَ بَيْتَ اللهِ وَأَخَذَ خُبْزَ التَّقْدِمَةِ وَأَكَلَ وَأَعْطَى الَّذِينَ مَعَهُ أَيْضاً الَّذِي لاَ يَحِلُّ أَكْلُهُ إِلاَّ لِلْكَهَنَةِ فَقَطْ. وَقَالَ لَهُمْ إِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ هُوَ رَبُّ السَّبْتِ أَيْضاً “.

Continue reading

صندوق لشراء الأراضي المعروضة مسيحياً للبيع في الأطراف و”المناطق الحساسة”… عندما يؤمن صفير بصناعة التاريخ.. و”إبقاء الشعلة متقدة”

كتبت دنيز عطالله حداد في “السفير”: لا يتأخر البطريرك الماروني نصر الله صفير عن التذكير مرة تلو اخرى بما يسميه “التدخل السوري والايراني في الشأن اللبناني”. تماما كما لا يتأخر عن الاشارة الى “سلاح حزب الله” والمخاوف التي يثيرها، وتناقضه مع فكرة “قيام الدولة” و”حصرية السلاح بيد القوى الامنية الشرعية”.

يطلق مواقفه على إيقاعه الخاص. وإيقاعه لا يخضع لحسابات سياسية آنية أو قراءة للحظة والظرف. “يستند الى تجربة يعتبرها ناجحة ويعتمدها اليوم سياسة بكركي الوطنية” كما يقول مصدر كنسي شارحا “ان صفير اختبر على امتداد حبريته ظروفا شديدة التعقيد والصعوبة وخلص الى قناعة بأن الساكت عن الحق شيطان أخرس. لذا لم يسكت يوما عما يراه خطأ وتجاوزا أو تدخلا في شؤون لبنان أو تهديدا لوجوده. كان يطالب بخروج الجيش السوري من لبنان يوم كان كل العالم يدعم هذا الوجود ويوسع من صلاحياته. وقف وحيدا كسنديانة في وجه العاصفة. رفض الانحناء كما كثير من السياسيين المتلوني الاوجه. وهو مقتنع بأن مطالبته بخروج الجيش السوري معطوفة على احتضان الشارع المسيحي عموما لهذه المطالبة جعلت الامر ممكنا في لحظة سياسية محلية ودولية مؤاتية”.

واليوم يكرر البطريرك صفير السياسة نفسها. يواصل الكلام عن التدخل في شؤون لبنان وعن “السلاح اللاشرعي” وينتظر. يكفيه “إبقاء الشعلة متقدة. فلا تسليم بالامر الواقع ولا استسلام له. فالسكوت عن هذه المواضيع يجعلها أمرا واقعا”، يقول المصدر الكنسي، ويضيف “ان البطريرك الماروني لا يريد ان يتحول أي تدخل في الشأن اللبناني أمرا بديهيا ومقبولا، لا بل مطلوبا، كما يصوّره بعض السياسيين. وهو لا يسحب من التداول موضوع السلاح كي لا يُعتبر واقعا يجب تناسيه والتأقلم معه. هذان موضوعان يشكلان خطرا حقيقيا على استقرار الدولة وبالتالي يجب التذكير المتواصل بذلك والعمل على الحد من تأثيرهما على الدولة ومسيرتها”.

Continue reading

جوني عبدو و”عدالة” لبنان

فارس خشّان

لن أترافع عن نفسي ضد الحكم الذي أصدرته محكمة المطبوعات ضدي وضد السفير جوني عبدو.

لن أترافع عن نفسي،لأنني إن فعلت أخجل من الشهيدين جبران تويني وسمير قصير ،فعقوبة غيابية بالسجن لشهر أو لثلاثة اشهر أو لسنة،من المعيب مقارنتها بعمليتي اغتيال عملاقي الكلمة الحرة والشجاعة .

جل ما سوف أفعله هو الحديث عن جوني عبدو، بعد توجيه باقة شخصية من الشكر إلى مستحقيها ،وهم :

*جماهير 14 آذار التي اندفع من بينها من يعرض عليّ أن يمضي عني عقوبة السجن ،على اعتبار أنني كنتُ أقوم بما يريدون مني القيام به ضد “العبء الوطني”أميل لحود،على حد تعبيرهم .وكلي ثقة بأن هؤلاء لا يبالغون في عرضهم وتضحياتهم،فمن يراقب وقوفهم الى جانب مبادئهم في شتى أنواع الإنتخابات ،على الرغم من كل الخيبات والتراجعات والخيانات،يدرك أننا أمام نخبة لبنانية تزيد البياض نصاعا وتغذي الأحمر وهجا وتبقي الأخضر نضِرا.

*كبار المسؤولين في نقابة الصحافة الذين هالهم هذا الحكم وما سبقه من أحكام ،فانكبوا على معالجة ما يعتبرون أن قضاتنا أضعف من معالجته.

Continue reading