هل يعتذر “حزب الله” من ميلاد عيد ؟

 

(علي حمادة)

دما ألقي القبض على المهندس في شركة “الفا” ميلاد عيد، انطلقت ماكينة بروباغاندا هائلة تصدرتها وسائل اعلام قوى 8 آذار، وسياسيوها نوابا ووزراء وحزبيين وصولا الى الامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله شخصيا الذي تناول موضوع الخروق الاسرائيلية في قطاع الاتصالات ليبني عليها قسما اساسيا من هجومه على المحكمة الدولية. وحفلت وسائل اعلامية عدة بروايات “جميس بوندية عن المهندس ميلاد عيد وصلت الى حد تحميله قدرات خارقة على تغيير خريطة الداتا في قطاع الاتصالات في لبنان لمصلحة الاسرائيليين. والاخطر من ذلك كله ان الجهة التي كانت تشكو الاتهامات السياسية، وملاحقة الضباط الاربعة في السابق واحتجازهم “ظلما” لم توفر المهندس عيد من اتهاماتها المسبقة، وصفته صحف محترمة بعبارة “العميل “، وذلك قبل ان يتم توجيه اي اتهام صريح له بالعمالة لاسرائيل. وحيكت الروايات من كل نوع حول الرجل، بهدف وضع موضوع الاتصالات في صدارة الحملة لضرب التحقيق الدولي، ومن خلاله المحكمة نفسها.

قبل ايام حكمت محكمة التمييز العسكرية ببراءة المهندس ميلاد عيد، واطلق سراحه ليعود الى حياته الطبيعية بعدما جعلوا منه “سوبرمان ” الاتصالات العامل لحساب الاسرائيليين، وبالتالي حاولوا ان يعبروا من الافتراء الى المحكمة نفسها. وخلال اسابيع عدة قامت حملة على كل القطاع وجرى رميه بعامليه بشبهة العمالة لاسرائيل.

عاد ميلاد عيد الى الحرية ليكشف بخروجه وبراءته حجم الافتراءات، والبروباغاندا المخيفة التي تستهدف العدالة في لبنان، وفي الوقت عينه انكشف جانب مهم من الحملات وظهرت للعيان خطورة انزلاق البلاد الى “البارانويا” الامنية التي عزتها الروايات.

كم كنا نود لو ان هذه القيادات وفي مقدمها السيد حسن نصرالله توجهوا الى المهندس ميلاد عيد ليعتذروا لانهم وظفوا قضيته في سياق حملة خاطئة، وتسببوا بأذيته الشخصية. وفي النهاية بانت حقيقة الحملة التي ما افادت “حزب الله” بشيء سوى بترسيخ الشبهات عليه في اذهان الناس”.

ان البريء من دم الشهداء لا يهدد بقتل ابنائهم وجماهيرهم. والرافض شبهة او تهمة ممن يسميهم “شهود زور” لا يغرق البلاد في بحر من الافتراءات والروايات الخيالية، ويصل الى حد تسخير اعلى المنابر وارفعها للنيل من الناس.
فالى
القادة الكبار رسالة واحدة عشية عيد الاضحى المبارك: اعتذروا لميلاد عيد ولكل من افتريتم عليهم بالتصريح وبالهمس والغمز…

مجزرة بغداد أبرزت أهمية الدور الاسلامي السماك: القضية المسيحية تتخطــى لبنان ونتحرك داخليا وخارجيا لمعـالجة مشتركة

المركزية – أبرزت مجزرة كنيسة سيدة النجاة في بغداد خطورة تنامي الفكر الأصولي وتجذره أكثر وأكثر في المجتمع المشرقي وتهديده العيش المشترك المسيحي – الاسلامي، وأهمية المسؤولية الاسلامية في المحافظة على الدور المسيحي وحضوره في الشرق من خلال إطلاق تحرك اسلامي عربي في ضوء نتائج سينودس الشرق الأوسط، لمواجهة التطرف والحد من هجرة المسيحيين بعدما صدرت دعوات الى مسيحيي العراق الى مغادرة بلادهم والهجرة الى الخارج.

وفي هذا الإطار وبعد زيارة البطريرك الماروني مار نصرالله بطرس صفير، من المقرر أن تجول اللجنة الوطنية المسيحية – الاسلامية على المرجعيات الروحية المسيحية والاسلامية في لبنان وتكثف اتصالاتها داخليا وخارجيا لبلورة تصور مشترك حيال طريقة الحفاظ على الحضور المسيحي المشرقي.

وأعلن رئيس اللجنة محمد السماك في حديث الى “المركزية”، “أن تصورنا قائم على أهمية المسؤولية الاسلامية في المحافظة على الدور المسيحي وحضوره في الشرق”، مشددا على أن هذه “المسؤولية وطنية وجماعية في الوقت نفسه”. وقال: المسؤولية الجماعية تكون بموقف اسلامي موحد ضد ما يتعرض له مسيحيو العراق من اعتداءات خصوصا أن الاعتداء مناف للإسلام نفسه ومن المتوقع أن يخرج موقف مشترك عن الجهات الاسلامية المختلفة في هذا السياق، إضافة الى أهمية العمل الاسلامي – المسيحي المشترك لبناء قاعدة على أساس المواطنة والمساواة بين المسلمين والمسيحيين في الدول العربية”.

وأشار الى أن “التحرك الداخلي هو الحد الأدنى الذي يمكن للجنة القيام به لكن يجب التطلع في المقابل الى خارج الحدود اللبنانية لأن القضية اقليمية في الدرجة الأولى وتتخطى لبنان وهي تنعكس علينا كما تنعكس على كل دولة عربية، وبالتالي القضية واحدة ومعالجتها تكون مشتركة”.

وعن احتمال عقد قمة روحية مسيحية – اسلامية، أبرز السماك “أهمية إطلاق تحرك جدي وسريع ومواجهة جريئة لكل ما يتعرض له المسيحيون”، لافتا الى “ان القضية ترتبط بمسيحيي الشرق وليس المسيحيين في الشرق لأن المسيحيون أهل الشرق ولم يأتوا من الخارج، وبالتالي هذه القضية مركزية أساسية وليست لبنانية محلية”.