بقلم د.مي شدياق
يلعبها ذكية و يلعبونها صولد
نحن اليوم أمام مشتبهٍ بهم، بعضهم يربط مصيره و كينونيته بأي اتهام يكشف ما قد تكون قد انغمست فيه أيادي بعض مسؤوليه، و يلعبها صولد، و بعضهم الآخر اعتاد نظامه على الألاعيب و التحولات الدولية فيلعبها ذكية
ففي حين يعلن وزير الخارجية وليد المعلّم الاستعداد لمحاكمة أي متهم سوري في المحاكم السورية يتلطّى الرئيس بشار الاسد خلف حزب الله بعدما تخلىّ عن لهجته الاستعلائية و الاستهزائية و يُعلن من فرنسا عقب لقائه الرئيس ساركوزي رفضَ سوريا لأيِّ قرارٍ اتهامي غير مبني على أدلّة قاطعة، إذ عندها فقط يقبل به الجميع و ليس سوريا وحدها بل لبنان أيضاً، و يستطرد مردفاً: أماّ إذا كان القرار مبنياً على شبهات أو تدخّل سياسي فلا أحد سيأخذه على محمل الجدّية
كلماتٌ مطاطة تذكرّنا بعهد الوصاية الامنية الاستخباراتية تتذرّعُ بمنع المسِّ بالأمن القومي لفرض المحظورات القمعية كلماتٌ تتخفّى فى ثناياها الإذا الشرطية و الأماّ الافتراضية، استبقها الاسد بالشكوى من أنَّ انشاء المحكمة جاء«بقرار يناقض الدستور اللبناني» و أن تسريبات موقع «ويكيليكس» حول قضاة المحكمة تدفع الى الشكّ بنزاهتهم المهنية…. أساليب سورية متذاكية تدعيّ العمل للتسوية مع السعودية في حين هدفها الأول و الأخير نسف المحكمة الدولية
و لم التعجّب، فالنظام السوري لا يُمكنُه إلاّ أنْ يكون ضدَّ أيِّ عدالة تمنعه من إلغاء أيِّ وجهٍ سياسيِ أو إعلامي لامع يُعارضُه عبر التصفية الجسدية، من كمال جنبلاط الى بشير الجميل الى رينيه معوض الى المفتي حسن خالد، و اللائحة تطول و تطول و لا حاجة للتذكير بالمعتقلين في السجون السورية
You must be logged in to post a comment.