تكتل “القوات ” أسف “لتأجيل الاستشارات تحت وطأة الضغوط”

عقد تكتل “القوات اللبنانية” اجتماعا اليوم في معراب برئاسة رئيس الهيئة التنفيذية في “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع، شارك فيه الوزيران ابراهيم نجار وسليم ورده، النواب: طوني ابو خاطر، جوزف معلوف، شانت جنجنيان، جورج عدوان، ستريدا جعجع، انطوان زهرا، فريد حبيب وايلي كيروز، اضافة الى الوزير السابق طوني كرم وممثل “القوات” في الأمانة العامة لقوى 14 آذار إدي ابي اللمع.

بيان

عقب الاجتماع الذي استغرق حوالى الساعتين، تلا جعجع البيان الآتي:

“أولا: يأسف التكتل أشد الأسف لتأجيل الاستشارات النيابية التي كانت مقررة اليوم والتراجع عن المواعيد الرسمية تحت وطأة الضغوط والتهديدات والتدخلات الخارجية، ويعتبر ان التأجيل يهدف الى دفع الرئيس الحريري بالقبول مسبقا بما كان قد رفضه سابقا.

ثانيا: يهم التكتل التركيز على النقاط التالية في ما يتعلق بالأزمة الراهنة: إن ما هو مطروح اليوم هو ليس مجرد تسمية شخصية سياسية لتولي تشكيل حكومة بل هو خطوة باتجاه او بآخر على طريق لبنان الحاضر والمستقبل. فإما خطوات الى الوراء، إلى زمن الوصاية والتسلط والاضطهاد وكم الافواه وقمع الحريات ونهب البلاد وسرقة مواردها في خدمة عهد الوصاية والأوصياء، وإما خطوة الى الأمام على طريق تركيز لبنان الدولة الفعلية المسؤولة عن مصير اللبنانيين، جميع اللبنانيين، العاملة على خدمة قضاياهم وليس قضايا الآخرين، بحثا عن بحبوحتهم وهنائهم وطيب عيشهم ومستقبل اولادهم بدل زجهم غصبا عنهم في صراعات لا علاقة لهم بها، ولا طائل منها، ولا طاقة لهم عليها، ولا نهاية لها. تهيب القوات “اللبنانية” بالمواطنين، كل المواطنين وعي طبيعة الصراع الدائر في الوقت الحاضر والتنبه الى محاولات الفريق الآخر تغليفه بشعارات لا تمت الى حقيقته بصلة. كما انها تدعو المسيحيين بشكل خاص الى التنبه لمحاولات غشهم المستمرة، وتصوير خطوات 8 آذار وكأنها لصالحهم، في الوقت الذي لا علاقة لهم لا بخطوات 8 آذار ولا بمفاهيمها ولا بأهدافها أو بمراميها. بل على العكس من ذلك، فإن نجاح هذه الخطوات سيؤدي الى تقويض لبنان الكيان والتعددية والديمقراطية والحريات الذي طالما ناضلوا ودفعوا اثمانا غالية في سبيله.

أما ما يطرحه البعض في فريق 8 آذار من أن هذه المواجهة هي مواجهة ضد الفساد، لهو مردود جملة وتفصيلا لأن هذا البعض متحالف بشكل عضوي مع من كانوا في أساس الفساد في لبنان ومعظم فروعه، من اوصياء وحلفاء أقربين. إن الفساد مستشر في الادارة اللبنانية، لكنه لا يعالج بالتعامي عن الحلفاء والأقرباء واستهداف الأخصام السياسيين، بل بجهد صادق شفاف ضد كل الفساد حيثما وجد وبغض النظر عن هويته السياسية.

ثالثا: إن “القوات اللبنانية” مع أي تفاهمات ممكن ان تؤدي الى انهاء الازمة السياسية الحالية بالجلوس على طاولة حوار بين المكونات اللبنانية كافة للتفاهم على كيفية الخروج من الأزمة الحالية، شرط ان لا تمس هذه التفاهمات لا الدستور ولا المؤسسات الدستورية ولا آلية العمل النيابي الديمقراطي ولا العدالة بأي شكل من الأشكال.

رابعا: إن “القوات اللبنانية” تعاهد اللبنانيين في هذه المناسبة بأنها، ومع حلفائها في 14 آذار على العهد باقية، وفي النضال مستمرة حتى تحقيق أهداف ثورة الأرز كاملة”.

حوار

وردا على سؤال عما قاله النائب ميشال عون بأن من يسمي الحريري يختار الفساد وشهود الزور، اعتبر جعجع انه “في حال كانت العملية عملية فساد فان أول من يجب اقصاؤهم هم حلفاء العماد عون، وبالتالي هذا القول مردود لأنه غير صحيح وغير واقعي وما هو الا استهداف للفريق السياسي الخصم”. وعما اذا كان الرئيس الحريري سيقوم بالتنازل تحت وطأة الضغط، نفى جعجع هذا الاحتمال، لافتا الى “ان مواقف الرئيس الحريري واضحة ولن يتراجع عنها”.

وردا على سؤال عن مستقبل لبنان وأسباب تأجيل الاستشارات النيابية، اتهم جعجع الفريق الآخر بتأجيل هذه الاستشارات، وقال: “علينا أن نسأل من قام بالضغوط لتأجيل هذه الإستشارات وأصحاب اللهجة التصعيدية لنرى الى أين يتجه البلد”.

وأضاف: “ان أسباب التأجيل واضحة وسهلة، فقد تبين من خلال الإستشارات انه سيعاد تسمية الرئيس الحريري لذلك حصلت ضغوط كبيرة لتأجيلها كي لا يسمى الحريري لتشكيل الحكومة. فهم يعرقلون العملية الديمقراطية للوصول الى أهدافهم”، لافتا الى انه “لولا الغاء الاستشارات اليوم لتبين لنا ان هناك أكثرية نيابية تؤيد عودة الحريري رئيسا للحكومة”.

وعن مصير القمة الثلاثية التركية-السورية-القطرية، رأى “ان في هذه القمة بعض الجوانب الايجابية ولدى بعض الأطراف نوايا حسنة تجاه لبنان”، آملا “ان تتوصل الى نتيجة”. وعن تقويمه لخطاب الامين العام ل “حزب الله” السيد حسن نصرالله بالأمس، أجاب جعجع “كان في حدود المقبول”.

وعما اذا كان السيناريو التونسي سيمتد الى لبنان، رأى “انه ليس من مصلحة الفريق الآخر ان يحصل في لبنان كما حصل في تونس باعتبار ان الخاسر الأول سيكون هذا الفريق وليس فريقنا كما تحاول 8 آذار الايحاء به، والدليل هو الموجة الشعبية الأساسية في لبنان وجميعنا يذكر ما حصل في 14 آذار 2005”.

وعن دعوة العماد عون الله إلهام النائب وليد جنبلاط، أوضح جعجع “ان هناك أناسا آخرين أكثر حاجة للالهام من جنبلاط و”الله يلهم الجميع”.

وردا على سؤال، اشار جعجع الى ان “موقف الفريق الآخر واضح فإما ان نفعل ما يريده وإما نصبح أعداءه”.

وعن توقع النائب سليمان فرنجية عودة الاغتيالات، اعتبر جعجع “هذا التحذير جديا”، داعيا “النواب السياديين الى أخذ الحيطة والحذر”.

واستبعد جعجع عودة لغة السلاح باستثناء ما طرحه البعض بالأمس من عودة للاغتيالات”، وقال: “يجب أخذ هذا الكلام على محمل الجد”، مجددا “التأكيد على وجود الحد الأدنى من الدولة اللبنانية المولجة بالحفاظ على امن اللبنانيين، ومن هنا لست قلقا”.

وعن التسجيلات التي عرضتها قناة “الجديد”، تساءل جعجع: “ما المراد من وراء عرضها؟ للوصول الى ماذا؟ هل للوصول الى القول ان الحريري تناول الرئيس ميقاتي، فهذا أرخص انواع العمل السياسي، فبعد ان كنا في الويكيليكس أصبحنا في الـNEW LEAKS”.