حيث لا يجرؤ الآخرون، شهداءنا الأبرار، كونوا مطمئنّين، كما كنتم حيث لا يجرؤ الآخرون، هكذا نحن، دائماً أبداً، على خطاكم، حيث لا يجرؤ الآخرون. المسيحيون في هذا الشرق هم بالفعل دائماً حيث لا ولم ولن يجرؤ الآخرون. لا نخاف أحداً، لن نخاف من أحدٍ، لا نريد ضماناتٍ من أحدٍ.
لا نقبل ابتزازاً، لا نقبل تهويلاً، لن نقبل تهديداً. وستبقى أجراس كنائسنا تدقّ وأصواتنا تصدح، ولكن دائماً بالحق والحقيقة، مهما كانت صعبةً ومهما كان الثمن.
لن نساير، لن نتلوّن، لن نستجدي لا أمناً ولا أماناً. لا نخاف أحداً، ونعرف كيف نتدبّر أمرنا. إمّا أن نعيش قيمنا ومبادئنا وقناعاتنا، وإمّا على الدنيا ألف سلام. لن نقبل بتزوير تاريخنا وهويّتنا. تاريخنا حقّ وحقيقة، وقيم ومبادىء وأخلاق وقناعات. هويّتنا، رسالة حضارية إنسانية لا محدودة، من يوحنا مارون والبطريرك الدويهي، الى شارل مالك وجبران خليل جبران.
شهداءنا الأبرار… وأنتم الأنقى والأصفى والأدرى، وأنتم شهداء القضية، وشهودٌ على حقيقتها وحلقائقها. قولوا لنا بربّكم: من هاجم المسيحيين في لبنان؟ من قتلهم؟ من قتلكم؟ من دمّر كنائسنا؟ من فجّر كنيسة سيدة النجاة؟ من قصف الأشرفيه، وزحلة، وعين الرمّانة وعيون السيمان؟ من انقضّ على بلاّ، وكور وقنات والقاع؟ من اعتقل وأخفى واغتال رجالنا من رهبانٍ، وعلمانيين، وعسكريين وسياسيين؟
قولوا لنا بربّكم، من أمعن في المسيحيين، وبعد نهاية الحرب، قمعاً، وتنكيلاً، وسجناً، ونفياً، واضطهاداً وتهميشاً، وأقصاهم، عن أي دورٍ فعليّ، وساهم في هجرتهم؟ قولوا لنا بربّكم، أين هم حتّى الساعة، مئات المعتقلين، المفقودين في غياهب السجون، وفي طليعتهم، الرفيق العزيز الغالي الحبيب بطرس خوند؟ قولوا لنا بربّكم، من قتل بشير الجميّل، وكمال جنبلاط، ورينيه معوّض ورفيق الحريري؟ قولوا لنا، من خلّف وراءه سلاحاً غير شرعيّ، وبؤراً أمنيّةً وإرهابيةً، فأبقى اللبنانيين تحت الضغط المستمرّ، وأبقى الدولة اللبنانية رهينةً؟
لا نخاف أحداً، لن نخاف من أحدٍ. نعرف كيف نتدبّر أمرنا. وسنبقى دائماً أبداً، أمناء لأنفسنا، ولتاريخنا، حيث لا يجرؤ الآخرون.
You must be logged in to post a comment.