نبني حزبا يجمع جيل الاستشهاد مع جيل 14 آذار… جعجع: نريد قانون انتخاب جديد لكن نرفض الانتصار الوهمي وبدل لعن عتمة الارثوذكسي ادعو لاضاءة شمعة في المشروع التوافقي

geagea-etlakentiseb(تصوير الدو ايوب)

اعلن رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع ان قانون الانتخاب مطلب شعبي عارم ومزمن وملح لذلك كان من الضروري التوقف عنده بكل جدية ومحاولة تحقيقه وضرورة تغيير قانون الستين.

جعجع اكد في حفل انطلاق الانتساب لحزب القوات انه “بالرغم من موقفنا هذا من قانون الإنتخاب، نحن نرفض المناخ الذي شاع في الإيام والأسابيع الأخيرة بالبلد”.

واوضح: “نريد قانون إنتخاب جديد لأنّ البلد بحاجة لقانون إنتخاب جديد، وليس لان المسيحيين يريدون ان ياخذوا ثارهم من السنوات الماضية”.؟ واضاف: “نريد قانون إنتخاب جديد… صحّ! ولكن من دون توعية شياطين قديمة! نريد قانون إنتخاب جديد… صحيح، ولكن بتوافق الجميع، وليس بثنائيّات ضدّ الآخرين”. وشدد على رفض التحدّي، وأجواء الإنتصار الوهمي التي رأيناها في بعض الزوايا في الايام الأخيرة.

واكد ان أيّ إنتصار للبناني على آخر بالأمور الداخليّة هو إنتصار مرحلي وقصير المدى، وهو إنكسار للجميع على المدى الطويل، مضيفا: “نريد قانون انتخاب يريح الكثرين لكن على الاكيد ليس ضد احد”.

وتوجه لكلّ المعنيّين، وخصوصاً الحلفاء بـ14 آذار، لبذل الغالي والرخيص للتوافق على ما يمكن التوافق عليه، وبدل لعن عتمة اللقاء الأرثوذكسي ليل نهار، إضاءة شمعة صغيرة في سماء المشروع التوافقي.

واوضح: “لدينا حدّين نعمل على اساسهم في قانون الإنتخاب: الأوّل: أنه بالفعل نصل لقانون إنتخاب جديد. الثاني: على مدى ما نستطيع بتوافق الجميع”.

واردف: “نحن ضدّ الفئويّة… نحن ضدّ التجييش الطائفي… نحن ضد التحدي لكن نريد قانون انتخاب جديد، نحن مع الوفاق، على شرط ان يوصّل لقانون انتخاب جديد. نحن اولاد القضيّة. نحن حزب 14 آذار نحن حزب ثورة الأرز”.

جعجع اشار الى انه في الفترة الاخيرة فـ”القوات ومسؤولينا وانا شخصيا تعرّضنا في الفترة الأخيرة لحملات تشكيك قاسية وظالمة وليست بمكانها”.

وذكّر ان الشخص الذي يقول في أيار 2008:” أنا فؤاد السنيورة بمثّلني أكتر من ميشال عون”، هيدا شخص لا طائفي، ولا مذهبي. واضاف: “الحزب الذي منذ 7 سنين الى الان كلّ طروحاته على الإطلاق وطنيّة جامعة شاملة، ولم يتوقّف للحظة عن النضال والمواجهة المباشرة ، لمصلحة كلّ لبنان واللبنانيين، ولو في كثير من الاوقات بمواجهة مخاطر اكبر منه لا يقال عنه فئوي”.

واكد ان الحزب الذي لم يترك مناسبة تجييش طائفي من موضوع الجمعة العظيمة، الا وتصدى لها بشكل وواضح ومباشر، بالفعل حزب وطني وليس اي شيء اخر.

واوضح جعجع ان الحزب الذي تعرّض رئيسه لمحاولة إغتيال، وكتير من نوّابه للملاحقة بهدف الإغتيال، تعرّضوا ليسوا لانهم طائفيين أو مذهبيين (لان هؤلاء أكتر ناس آمنين بالبلد بالوقت الحاضر)، تعرّضوا لأنّهم سياديين استقلاليين بإمتياز، ويناضلون لاجل شعب لبنان وحرّيته، وقيام دولته ورفض التعدّي عليه.

ورأى ان الحزب الذي كان السباق علنا، وبعكس كتير من الآراء بمحيطه، بتأييد الربيع العربي بحماس وتأكيد، والإهتمام باللاجئين السوريين، وبإرسال موفدين الى غزة، وبالتصدّي لكلّ اللذين جرّبوا يستغلّوا حادثة عرسال، هذا ليس حزب تقوقع هو حزب الإنفتاح بإمتياز.

وشدد على القوات حزب لبناني جمهوري بإمتياز، يعمل لمصلحة كلّ أبناء لبنان وطوائفه ومذاهبه، وليس لمصلحة مذهب أو طايفة معيّنة والحزب الذي بانتخابات 2009 ورغم حجمه وامتداداته، لم يحصل على نائب الاشرفية عرين القوات هذا حزب قضية وليس حزب حصص نيابية او وزارية.

وقال ان الحزب الذي خير بين الإستفادة من خيرات عهد الوصاية أو الحلّ والإضطهاد والسجن واختار الحل والإضطهاد والعذاب والتشرّد والسجن، هذا حزب قضية وليس حزب مصالح ضيقة.

ولفت جعجع الى صدفة انطلاق اعمال الانتساب للقوات في نفس الوقت الذي أعلن فيه القضاء اللبناني القرار الظنّي بحق من تباهى بقراية قرار حل القوات، وبكلّ حماس.

واشار الى ان “الاحتلال وادواته اتّهموا القوات بملفات باطلة لانتزاع حقوق مشروعة؛ واليوم وفي الايام الماضية اتى قضاء وطني ودولي يتهمهم بملفات محقة حول قضايا ارهابية، من ملف الأسد- سماحة، لمحاولة اغتيال النائب بطرس حرب، لتفجير بلغاريا، بالإضافة طبعاً لجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ومرة من جديد، ما بيصحّ الاّ الصحيح… ولو بعد حين”.

واعلن ان “عيوننا شاخصة الى المستقبل والى … المستقبل كي نبني حزبا عصريا ديموقراطيا يلبّي طموحات اجيالنا القادمة. عيوننا شاخصة الى المستقبل كي نرفع راسنا بحزبنا الذي قررنا ان يكون قدوة بالعمل السياسي الصحيح، وكي نجعل ربيع القوات يواكب ربيع شعوب المنطقة عيوننا شاخصة الى المستقبل، كي نورث ولدا لاولادنا ليس مزرعة كالتي ورثناها”.

وفي الشان الحزبي، قال جعجع ان انطلاقة “القوات اللبنانية” ما بدأت اليوم، ولا حتى في العام 1975. إنطلاقة “القوات” بدأت مع أجدادنا الذين اكتشفوا مبكرا ان الخنوع والانبطاح أمام الظالم لا يزيدوه إلاّ ظلما وتجبرا وتعجرفا، وعرفوا ان العيش في الذلّ ليس إلا شكلا من اشكال الموت.

واوضح ان من هذه الروحية بالذات، استمدّت المقاومة اللبنانية عصب وجودها على مرّ السنين، ومنذ ذلك الوقت وُلد الجيل الأول من المقاومين بلبنان، “القوات” كروح نضالية متأصلّة في هذه الأرض، موجودة من زمن بعيد امّا “القوات” كحزب ومؤسسة ونظام وانتساب، فهذا ما يجمعنا اليوم لإطلاقها، وهذه المناسبة، على اهميّتها، ليست إلاّ محطة صغيرة في مسار نضالي طويل.

ولفت الى انه “صحيح ان اليوم سيُكتب بالحبر على بطاقة الانتساب، ولكن قبل الحبر، وقّع رفاقنا بدم الشهادة وعرق التضحيات على بطاقة انتسابهم لهذه الأرض ولهذه المقاومة، فالقوات ليست بطاقة وختم وحبر، وهي ليست “تنفيعة”، او “توليفة” او رابطة عائلية او جمعية مناطقية”.

وشدد على “القوات” قبل كل شي، تجسيد للمقاومة اللبنانية التاريخية الحقيقية تنطق بالحقّ وتنتصر للحريّة وتحارب الجور والإستبداد والإستعباد فالقوات هي الحزب الذي عدد شهدائه يسابق عدد المنتسبين له، وهذا هو الالتزام، هذه هي القضيّة، وهذه هي “القوات”!

واكد انها ليست مُستغربة من قبلنا أن نعلن إنطلاق الانتساب للحزب، في ظّل كل المعمعة الحالية الكبيرة، والتطورات، والمتغيّرات الإيجابية والسلبية، التي يعيشها لبنان وتعيشها المنطقة.

وقال جعجع ان “القوات وُلدت بأجواء أصعب من هذه بكثير، وهي تواكب قضايا الحاضر بكل جوارحها، وفي الوقت نفسه بإمكانها أن تتحضّر لبناء المستقبل، هذا المستقبل الذي سيكون وساما على صدورنا وصدور اللبنانيين جميعا.

واكد “نريد وطنا قويا، كلنا نريد وطنا قويا، لا وطن قويا من دون سياسات قوية، ولا سياسات قوية من دون احزاب قوية. ما الذي نفعله اليوم، نبني حزبا قويا لنتوصل لوطن قوي، نبني حزبا قويا همه الاول: السيادة النازجة، المؤسسات القوية والحكام الاقوياء. نبني حزبا لمئة سنة للامام، يحمل مشاكل مجتمعنا، ويحقق احلامنا واهدافا لأجيال الجديدة.

ولفت الى “اننا نبني حزبا كي لا يعود جواز السفر اللبناني موضع شبهة وتحقيقات في مطارات العالم إنّما موضع فخر وكي يصبح هذا الجواز نفسه وسيلة للبحث عن المعرفة ولفتح الأسواق التجارية، وليس للهجرة أبداً”.

واوضح: “نبني حزبا كي تبقى عيون الدولة سهرانة على امن وحرية وسلامة كل اولادها، وليس كلا تساعد هي على اغتيالهم بحجب داتا الإتصالات وتسخيف الإغتيالات ومحاولات الإغتيال وعدم ملاحقة الفاعلين.نبني حزبا يحترم تداول السلطة لا يورث ولا يقدس ولا يؤله. نبني حزبا بيلغي التقليد والمحسوبيّات والإقطاع ويعلي صروح الكفاءة والمؤهلات والمساواة. نبني حزبا “على قدّ كفاءتك بتمدّ موقعك، وعلى قدّ التزامك وتفانيك بتمدّ وجودك بالحزب”.

واضاف: “نبني حزبا يجمع جيل المقاومة والعسكر والبندقية والاستشهاد، مع جيل 14 آذار والمقاومة السلمية بوجه الاحتلال، مع جيل ثورة الأرز المتحرّك في ساحات النضال الفعلية، وعالم الانترنت وساحات التواصل الإجتماعي… نبني حزبا للمرأة على قدر ما هو حزبا للرجل. الكلّ يتذكّر أنه حتّى إيّام العسكر، هذا المجال الذي لا يلائم كثيرا المرأة، يأصرّينا على وجودها بالقوات… وكانت في القوات على أفضل ما يكون”.

ودعا السيدات والصبايا ان ينتسبن بكثافة للقوات، لان هنا مستقبل اولادهن كما هو بالتربية التي يربون فيها اولادهن. ولأنّه هنا يستطعن تحقيق ذواتهن بأفضل شكل ممكن، ويشاركن بالقرار كي يخرج صحيحا.

ولفت الى ان الحزب الذي نبنيه كل الاراء فيه مسموعة، لكن حين يتخذ القرار النهائي يتحول لرأي الكل، هو الحزب الذي لا ينسى شهداءه ومصابيه ولا المعتقلين بسجون النظام السوري… حزب لا يومت فيه الشهيد مرتين: مرة بساحة المعركة، ومرة بالتنكر للقضية الذي سقط لاجلها.

واذ لفت الى ان “القوات ليست حزب المناصب، ولا صيّادي جوائز الترضية، ولا حزب النفعيين والفاسدين والدجالين والمساومين. القوات حزب الأهداف الكبيرة الواضحة الشريفة. القوات لا يمكن ان تكون كالماياه الفاترة، لا تعرف ماذا تريد ولا من فيها يعرف ما هو مطلوب منه”. واوضح ان “القوات لا يمكن ان تكون إلاّ على صورة بشير الجميّل وآلاف آلاف الشهداء… كحدّ السيف، ثابتة وسط متغيرات كتيرة واقنعة كتيرة وتجار هيكل كثر. ثابتة بالمبادىء والقيم والالتزام، ومتحرّكة مع التطوّر ومتطلبات الحياة السياسية”.

ودعا ليس لمجرد الانتساب لحزب بل لحجز لكم اماكن على صحفات البطولة والكرامة والمجد بكتاب التاريخ الذي سيروي حكاية الحرية والاستقلال، والاستقرار، والنمو، والتطوّر، والإنسان بلبنان.