د.جعجع في مؤتمر: “المسيحيون في لبنان والشرق الأوسط: تحديات وآفاق ” خيارنا في القوات اللبنانية هو خيار البطريرك يوحنا مارون والموارنة الأولين في تفضيل العيش أحراراً في جهنم على أن نعيش أذلاء مستعبدين ولو في السماء.

Samir-Geagea-atChristians-in-the-Midle-east-Confr-Photo-Aldo-Ayoub-30

أعرب رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع عن أسفه “لاستخدام البعض في لبنان الوجود المسيحي كورقة لإطالة أمد عمر نظام بشار الأسد”، مؤكداً “أننا كمسيحيين نحن من صلب نسيج هذا الشرق ولسنا جاليات أجنبية أو من بقايا الصليبيين”.

واذ رأى أنه “إذا ما كنا نريد أن نكون أمينين لأنفسنا كمسيحيين يجب أن نبقى ضمن المجتمعات الشرقيّة ونشعر بهمومها وهواجسها ونكون رأس حربة في الدفاع عن قضاياها وبذلك لن نكون بحاجة الى حماية أو ضمانات من أحد”، سأل جعجع:” أين المسيح في حلفنا مع نظام الأسد الذي هو أكثر من قتل وضرب وهجّر المسيحيين في هذه المنطقة؟”

وشدد على “أننا لا نطمح أن نستمر هنا في العيش ككائنات بيولوجيّة في هذه المنطقة، باعتبار أن مصيرنا في هذا الشرق هو ما نصنعه بأيدينا، فإذا ما جرّبنا الإحتماء بديكتاتوريّة من هنا وطغيان من هناك، فمصيرنا الزوال إلا إن أخذنا مصيرنا بيدنا وعشنا في هذا المجتمع فمصيرنا حينها يُصبح هو التطوّر”.

وأكّد جعجع أن “خيارنا في “القوات اللبنانية” هو خيار البطريرك يوحنا مارون والموارنة الأولين في تفضيل العيش أحراراً في جهنم على أن نعيش أذلاء مستعبدين ولو في السماء.”

Continue reading

ظاهرة الأقليات في الشرق

Dr Malik 2

بقلم المفكر الكبير الراحل الدكتور شارل مالك

1- ظاهرة الأقليات في الشرق الأوسط في حد ذاتها

ظاهرة الأقليات أمر دهري في الشرق الأوسط. لم تنشأ أكثرية اطلاقا ً، من أي نوع كان، استطاعت أن تصهر، أو تمتص، أو تذوب، أو تزيل الأقليات المتواجدة في هذه المنطقة. بقيت هذه الأقليات تعاند بشكل غريب كل محاولة لتذويبها أو محوها من الوجود. أما السبب فقد يكون الصحراء التي تفصل وتشتت ولا تجمع وتلملم. وقد يكون مركز الشرق الأوسط في وسط العالم كله بحيث جميع الاثنيات، والأجناس، والألسنة، والأمم، والعقائد، والنظرات، وجدت فيه عبر التاريخ، وتنصب عليه اليوم من الشرق والغرب والشمال والجنوب.

مصر تحتوي على أقليات دينية وعرقية. في الصحراء العربية توجد أقليات قبلية، وقبل الاسلام وجدت أقليات دينية، وحتى بعد الاسلام بقيت أقليات مذهبية في جسم الاسلام ذاته. في تركيا اليوم توجد أقليات دينية، وثقافية، واثنية. والشيء ذاته يقال عن العراق وايران. أما في بلدان المشرق الواقعة غربي الصحراء السورية، فتوجد أقليات سياسية، ودينية، وتراثية، وثقافية، واثنية. وظاهرة الأقليات هذه نجدها أيضا ً في بلدان البلقان وشرق أوروبا، مع الفرق الحاسم أن المركزية الوسطية في الشرق الأوسط عالمية، بينما في تلك البلدان أوروبية فقط.

لم يتمكن في التاريخ كله غاز أو فاتح من خارج المنطقة، ولا حكم، أو حركة من داخلها، أن يتغلب على ظاهرة الأقليات لا في في المنطقة ككل ولا في داخل أي بلد من بلدانها. بقيت هذه الأقليات صامدة، معاندة، متشبثة، محافظة على قيمها وتراثها، في وجه كل فاتح وكل حاكم وكل عهد. غلبت على أمرها، كبتت، قهرت، لكنها رفضت أن تنقرض. والشرق الأوسط اليوم مجموعة رواسب تاريخية لكيانات فعلت في وقتها، وخفت فعلها مع الزمن، لكنها لم تفن.

Continue reading

L. F. Ceremony Marking Human Rights ندوة : “المعتقلون في السجون السورية والمبعدون قسراً الى اسرائيل