
فارس خشّان
دخلت الوالدة غرفة ابنتها العروس، فوجدتها تبكي.
بحسرة ، سألت الوالدة عن السبب، فأجابتها ابنتها :” سأتزوّج بعد قليل”.
اقتربت الوالدة من ابنتها. أخذت يدها. داعبتها. وقالت لها:” طالما أنك حزينة، فألغي الزواج.هذه قصة عمر وليست مسألة عابرة. سعادتك أوّلا.”
إنتفضت العروس. وقفت. وقالت لوالدتها:” إياكي أن تفعلي ذلك، فأنا أبكي و…أروح”!
هذه القصة، ترددت في ذهني، وأنا أقرأ، مرة تلو الأخرى، نص البيان الوزاري الذي انتهت حكومة تمام سلام الى إقراره.
كنتُ أُجري مقارنات بين مواقف 14 آذار – الحكومية وبين ما هو وارد في البيان، فلا أجد أمامي سوى تلك العروس التي قررت أن “تبكي وتروح”.تبكي لاستجرار العطف، و”تروح” للإستفراد بالزوج.
وبعد ذلك، رحتُ أستمع الى بعض وزراء 14 آذار، وهم يُبررون موافقتهم على هذا البيان الوزاري، فوجدتُهم، وهم يشيدون بما أنجزوه من تغييرات على مستوى ما سموه تقييد حرية حركة “حزب لله”، كتلك العروس، وهي تنتفض، في وجه والدتها، مؤكدة أنها تريد أن “تروح”.
Continue reading →
Like this:
Like Loading...
You must be logged in to post a comment.