
بقلم طوني خوري
الى نواب جبيل الذين يعتقدون أنهم يمثلون أهل مدينتي إعلموا أنكم لا تمثلون تاريخ جبيل ولا أهالها الذين قاوموا من أراد سلب حريتهم واخضاعهم، ومعركة برج الفيدار من أهم المعارك في تاريخ المقاومة المسيحية، وهذه بعض التفاصيل عن تلك المعركة:
انها معركة برج الفيدار عام 1293 والتي عرفت بمعركة المثلث (الفيدار-جبيل-المدفون)، حين جمع السلطان المملوكي حوالى 100 ألف جندي عربي وقرر مهاجمة بلاد جبيل لقمع أي وجود حرّ في هذه المنطقة من محورين: محور من بيروت باتجاه جبيل ( 6 ألف جندي) ومحور طرابلس باتجاه المدفون (40 ألف جندي). وكان أمام أهالي جبيل خياران: اما الاستسلام وتسليم المدينة (لأن جيشهم مع المقدمين المردة الجراجمة لا يتعدى الـ 18 ألف جندي)، وإما المقاومة والصمود، وكان اختيارهم أن يكتبوا أهم فصل في فصول المقاومة المسيحية وقرروا المقاومة، مقاومة الارتهان الى الخارج، رفض الذمية والتبعية والعبودية ووضعوا الخطة التالية: قسموا جيشهم الى قوتين: قوة تتمركز في منطقة المدفون والقوة الثانية تتمركز في منطقة برج الفيدار وعلى التلال التي تشرف على مدينة جبيل (بلاط، حبوب…).
هاجم المماليك من المحور الأول ( بيروت – جبيل بحوالى 60 ألف جندي) فرصدتهم القوة المتمركزة على تلال جبيل، ولم تعترضهم، تركتهم يدخلون المدينة، بعد ان طلب قادة المقاومة المسيحية من النساء والأطفال أن يغادروا المدينة ويتركوا محاصيلهم في المخازن ويصعدوا في المراكب ويبحروا قليلاً بمحاذاة الشاطئ الجبيلي. وبعد ان دخل الجيش المملوكي الى مدينة جبيل رأى السكان في مراكبهم في البحر فظنّ أن السكان هربوا، فبدأوا ينهبون ويأكلون ويشربون احتفالاً بالنصر، فتضعضع وضعهم التنظيمي. وعند المساء هاجمتهم القوات المسيحية المتمركزة على تلال جبيل وتمكنّت من قتل قسم كبير منهم ووصلت الى القيادة وقضت عليها، وعندما حاول من تبقى من الجيش المملوكي الهروب جنوباً، كانت قوة من المردة الجراجمة بانتظارهم في منطقة الفيدار وقضت عليهم.
وعلى المحور الثاني، وعندما وصل الجيش المملوكي (40 ألف جندي) الى المدفون وصلته أخبار تقهقر جيشه على المحور الأول فقرر عدم دخول المعركة والانسحاب. الاّ أن القوات المسيحية استمرت في ملاحقة الهاربين وقتلهم في منطقة المدفون ويقال إن اسم هذه المنطقة يعود الى تلك الحقبة حيث قتل عدد كبير من الجيش المملوكي ….
الى أهالي مدينتي جبيل، اعرفوا جيداً أن تاريخ صمودنا الذي يحاولون محوه، مستمد من صمود القديسة أكويلينا الجبيلية بوجه الامبراطور الروماني، وهي التي لقّبت “بفرخ النسر” ويصادف تاريخ استشهادها بعد أيام (في 13 حزيران)…
وليعلم من يريد وضع جبيل وأهلها خارج المسار التاريخي للمدينة، أن التاريخ سيخرجه الى مزبلته. فنحن أحفاد قدموس، وأحفاد أكويلينا الجبيلية، وأحفاد البطاركة الذين قاوموا الاحتلالات…اننا أحفاد النسور… فلا تنسوا أبداً…
Like this:
Like Loading...
You must be logged in to post a comment.