لشهر نيسان طعم مرارة تحت أضراس اللبنانيين ففي 1 نيسان 1367 أمر المماليك بحرق البطريرك جبرائيل حجولا حياً خارج مدينة طرابلس ، وفي 13 نيسان 1635 اعدم الأتراك الأمير فخر الدين المعني ، وفي أوائل نيسان اندلعت فتنة 1860 ، وفي 13 نيسان 1975 اندلعت حرب الآخرين على لبنان .
وتحديداً في 21 نيسان 1994 اعتقل الدكتور سمير جعجع قائد القوات اللبنانية واكتملت بذلك حلقة النار التي ابتدأت في نيسانات غابرة ، وأثبت نيسان مرة أخرى بأنه وأن ابتداء دائماً بكذبة طريفة وبسمة ، انتهى بحقيقة مرة ودمعة.
21 نيسان هو يوم الأسير … يوم سمير جعجع … يوم لبنان.
هو يوم الأسير لأن اللبناني اليوم ، أي لبناني هو أسير إذا لم يكن في زنزانة سورية ضيقة خارج الأراضي اللبنانية ، فهو نزيل الزنزانة السورية الكبرى ، لبنان.
هذه الزنزانة التي كان يعين عليها حارس مأمور كل ست سنوات ليبقي العيون التي تكحلت بضياء الحق معصوبة والشفاه التي تمتمت بسفر المقاومة مكتومة والأيدي التي حملت راية الحرية مكبلة.
21 نيسان هو يوم كل لبناني لأن اللبناني اليوم أسير وطن موقوف ، وتاريخ محظور، وهوية مزورة ، وحضارة مغيبة ، وتعددية منحورة ، ومسؤولين مأجورين ، واقتصاد فخخته سوريا ، ومد صحراوي متزمت لا يستكين ، ونظام عالمي جديد لامبالي.
اللبناني اليوم أسير، لأنه يغلي ولا يفـور ، يفكـر ولا يجرؤ على الكلام ، مسلوب الحـق ولا يطالب ، نشيط ولكن بلا عمل ، متجذر ولكن بلا أفق ، يسمع بالديمقراطية ولا يراها ، ورث تركة قدموس ويجبر على توريث تركة يعرب وزرادشت وأحفادهما . وحتى ذاك اليوم الذي تعود للبناني حريته وكرامته سيبقى 21 نيسان في ضميرنا صدى يذكرنا بدماء الشهداء وبقسم المقاوم.
21نيسان يوم الأسير هو يوم سمير جعجع وسمير جعجع بالذات ، ليس لأن سمير جعجع كان أسير نظام مرتهن وعميل فقط ، ولكن لأن سمير جعجع اختار أغلاله وزنزانته بملء إرادته.
سمير جعجع اختار أغلاله وزنزانته بملء إرادته ، لأنه كان وما زال يؤمن بأن حرية الروح أعظم من حرية الجسد ، وأن التمسك بالمبادئ أهم من التمسك بالمكاسب ، وأن قوة الالتزام أقوى من قوة الارتهان ، وبأن لا حرية شخصية بدون حرية الوطن.
You must be logged in to post a comment.