فؤاد حداد: حامل القضية اللبنانية حتى الاستشهاد

lebanon-flag

بقلم: د. عبد الرؤوف سنو (*)
لكل شخص في لبنان قضية يُؤمن بها ويدافع عنها، وقد يهب حياتَه ثمناً لها، وهناك من يتخلى عن قضيته أو يبيعَها بفعل ظروف أو ضغوط أو من أجل جاه أو منصب أو حفنة من المال. فؤاد حداد من النوع الأول من الرجال الذي شكل لبنانَ قضيته الثابتة ودافع عنها بشجاعة وعِناد حتى الشهادة. هو شخصية فكرية بارزة شغلت الأندية الإعلامية والسياسية والثقافية في لبنان، حتى بعد رحيله.

يعترف فؤاد حداد بأنه ليس مؤرخاً، بل قارئاً جيداً للتاريخ، يطلّ من الماضي على الحاضر ليفهم المستقبل، ليخلص إلى أن لبنانَ هو قضية واحدة على مر العصور، حتى اليوم، قضية سحيقة العمق في التاريخ، وتعود إلى شعب تضرب حضارته في الأرض جذورها، عاش على الحرية، منذ أن أوجد الفينيقيون نظاماً سياسياً ديمقراطياً يقوم على الحريات الشخصية ومشاركة الشعب في الحكم. وهذا الشعب، وفق رأيه، عاش على رقعة جغرافية صغيرة فزاده ذلك تماسكاً، وجعله اقتصاده أن يلتفت إلى البحر ويعشقه، حاملاً أبجديته وتجارته ناشراً حضارته على ضفاف المتوسط، فكان وسيطاً للحضارة والتجارة، لأن البيئة الجغرافيةَ، برأي حداد، بحراً وجبلاً، بإيجابياتها وسلبياتها، هي التي صقلت شخصية شعب لبنان، بعدما تفاعل معها عبر التاريخ.

Continue reading

الموارنة من اجل الحرية والأرض يموتون واقفين

Maronite

الأب ميشال حايك:

” من البديهي أن كلمة أرض في العنوان تعني لبنان ولكن بدل “الكنيسة المارونية” أفضّل استعمال “المارونية” حتى لا أستبعد أي وجه من وجوه الحياة والفكر عند الموارنة، هذه الوجوه متعددة ومتنوعة وسأتطرق الى أكثرها تأثيراً على تشكيل صورة “المارونية” في خلال القرون الخمسة عشر من تاريخها.

في البدايات ظهرت “المارونية” كطريق قداسة اختّطها المتوحد مارون وتبعها مجموعة من تلاميذه  

في القرن الخامس، في زمن الإشكالات حول طبيعة المسيح، فرضت نفسها كمدرسة لاهوتية سيطرت على مجمع خلقيدونية وعلى مجمل سوريا الثانية (حسب تقسيم الولايات الرومانية) في مستهل القرن الثامن ومع تشكيل بطريركية تحولت الى مؤسسة كنسية مستقلة،

خلال القرون الوسطى، كانت “المارونية” مسيحية بالمعنى الوسيط (Medievale).

بين القرنين السادس عشر والتاسع عشر، في زمن الامارة، كانت تجربة خصبة للدولة العصرية.

في زمن المتصرفية (1864-1914) كانت نظرية وحركة سياسية سورية-عربية،

أما في ظل الإنتداب الفرنسي والإستقلال فبدت متماهية مع القومية اللبنانية.

لا يمكن اذن حصر “المارونية” بكنيسة: ولا تبدو أيضاً محصورة بأرض لأنه بالبعد الكوني (universalisme) لايمانها الكاثوليكي وبانتشارها الجغرافي في القارات كلها، وبتنّوع تعبيراتها الثقافية، تتخطى حدود أي إقليم قومي، المارونية بكل أوجهها تحمل في جوهرها معنى كونياً.غير أن هذه الثروات كانت لتتبدد من دون شك والشخصية المارونية كانت لتتفكك لولا بقاء نقطة ارتكاز في مكان ما يؤمن الوحدة ويحافظ على الإلتحام. هذا المركز هو لبنان.

يمكن القول أن انتقال الكرسي البطريركي الى يانوح، في أعالي الجبال المحيطة بجبيل العام 939 م كان بمثابة زواج غير قابل للإنحلال لعلاقة الحبّ التي تربط الماروني والأرض اللبنانية. من هذا الزواج ولد شعب وبلد. لأنه من غير الماروني لكانت الأرض عاقراً وخاوية ولأنه من غير الأرض، كان الماروني تائهاً من باب الى باب حتى فقدان مكان يقف عليه.

Continue reading

دايفيد يمين – July 20, 1931 – July 14, 2015 الرب أعطى والرب أخذ فليكن اسم الرب مباركاً

Rosary1

انتقل إلى رحمته تعالى مساء اليوم الثلاثاء الموافق 14 تموز/2015 في مدينة تورنتو/اونتاريو/كندا/المغفور له دايفيد يمين، وذلك بعد صراع طويل مع المرض.

مراسيم تقبل التعازي والدفن

يسجى جثمان الفقيد الغالي في كلنديال فيونرال هوم على العنوان التالي:
Glendale Funeral Home and Cemetery
1810 Albion Road | Etobicoke, ON M9W 5T1 | Funeral Home:416-679-1803 Cemetery: 416-675-9489

مراسيم تقبل التعازي
تتقبل عائلة الفقيد التعازي في الفيونرل هوم المذكور أعلاه يوم الخميس الموافق 16 من تموز الجاري/2015 ما بين الساعة الثانية والرابعة بعد الظهر، وما بين الساعة السادسة والتاسعة مساءً

مراسيم الدفن
يصلى على جثمان الفقيد الغالي الساعة الحادية عشرة من صباح يوم الجمعة الموافق 17 تموز/2015، في كنيسة سيدة لبنان المارونية/تورنتو/على العنوان التالي:
416-534-7070 Toronto/Phone 1515 Our Lady Of Lebanon Church/1515 Queen St W

بعد الصلاة يدفن الفقيد في مدافن
Glenview Memorial Gardens
7541 Hwy #50 (Just North of Steeles Ave.) | Woodbridge, ON L4L 1A5 | 905-851-0668

باسمي وبإسم موقع شهادتنا اتقدم من زوجة الفقيد المؤمنة والصبورة السيدة جوهرة ومن اولاده وابنته ومن كافة أفراد عائلته الكريمة بأحر التعازي القلبية، ونطلب من الله سبحانه تعالى أن يرحم روحه الطاهرة ويسكنها فسيح جناته إلى جوار القديسين والبررة حيث لا آلم ولا عذاب، بل فرح دائم.

شهادتنا وتورنتو وكندا تفتقد بدايفيد الرجل المناضل من اجل الحرية عندما كان الاحتلال السوري رابضاً على صدر لبنان وكان الدكتور جعجع في سجنه والعماد عون والرئيس الجميل في في منفاهما وكان عز المغالين في تأييدهم لأولئك الشخصيات يتهيبون الظهور الاعلامي والتظاهر امام السفارات مخافة التقاط الصور لهم كان دايفد وهو الرجل السبعيني يتقدمنا جميعاً في كل تحرك كنا نقوم به ضد الاحتلال السوري وكأنه كان يريد ازالت الاحتلال بيديه العاريتين ولوحده غير ابه بالصعاب او المحاذير. لقد خسرت الجالية اللبنانية رجلاً لا يعوض ولقد تضألت الرجولة في هذا العالم بفقدان دايفيد. ولكنه سيبقى في قلب وضمير كل مناضل كان العنفوان والكرامة والرجولة عنوانه. فنم قرير العين يا اخي دايفيد فأنت تنام في حضن العذراء مريم مع شهداء هذه الارض لأنك مت وانت ترفع رايتهم في ضميرك وقلبك.
ادمون الشدياق

الروح المارونية ودروس التاريخ

Maronites
اصدق واهم ما قرأت مقطع من كتاب ” تاريخ الموارنة ” للأب بطرس ضو ، الجزء الاول ص 400 هو درس تعلمناه في المقاومة اللبنانية من تاريخ اجدادنا وجاء فيه :

ورث الموارنة عن اجدادهم الفينيقيين روحاً جبارة وثابة قوية الشكيمة في خرق الاخطار والتغلب عليها… ولكن هذه الجرأة الوثابة وهذا الجلد الجبار على العمل الخطر والصعب رافقتها مرونة غريبة ودماثة اخلاق عجيبة ناتجة عن الروح الانسانية الاصيلة التي تحلى بها الفينقيون روح المحبة … لكن المحبة لا تعني التخلي عن حيازة واستخدام القوة عند اللزوم . والقوة من جهتها اذا استعملت في وقتها تبقى ضمن حدودها ولا تحد من قوة المحبة وفعلها. اعطى الموارنة القوة الروحية وقوة المحبة المركز الاول ولكنهم جمعوا ايضاً إلى القوة الروحية وقوة العقل والمحبة القوة الماديةوالعسكرية. حتى رهبانهم كانوا احياناً جنوداً اشاوس ، وبطاركتهم قواد جيوش حملوا السلاح ومشوا في مقدمة رجالهم واعتصموا في القلاع ورسموا الخطط الحربية وكافحوا وجاهدوا في سبيل الدفاع عن امتهم وايمانهم وابنائهم ووطنهم .

البطريرك الاول مار يوحنا مارون قاد الجيوش لدفع الظلم والاستبداد . وسنة 1282 فعل البطريرك دانيال الحدشيتي الشيء ذاته .وقد قال عنه ابن الحريري في تاريخ 1300 : ” لم يتمكن المماليك ان ينتزعوا طرابلس من ايدي الصليبيين الا بعد ان اجهزوا على مقاومة حلفائهم الموارنة . عندئذ زحفت جيوشهم الجرارة في اوائل سنة 1282 على بلاد الجبة فقاد رجال الدفاع بطريرك يدعى دانيال من حدشيت بنفسه واوقف جيوش المماليك امام اهدن اربعين يوماً ولم يتمكنوا منها الا بعد ان امسكوه بالحيلة. لقد تجبر البطريرك الحدشيتي واستطال وتكبر واستغوى اهل تلك الجبال وتحصن فيها وشمخ بانفه فقصده التركمان واحتالوا عليه فامسكوه وكان امساكه فتحاً عظيماً اعظم من افتتاح حصن او قلعة .”

والمردة الموارنة كانوا يجمعون بين الجندية واعمال المعيشة اليومية كالحراثة وسائر المهن . فالروح العسكرية من مقومات الروح المارونية . وفي هذه الآونة اذ تحدق الاخطار بنا من كل جانب ، على كل شاب وشابة مارونية لا بل على كل ماروني ان يكون جندياً متيقظاً متحفزاً كامل العدة روحاً وسلاحاً ، بالغاً في الدربة الى اقصى الحدود . لا يجدي التقاعس والاتكال على الشرق او على الغرب ، لا تفيدنا الا قوتنا الذاتية .