

أندرو حبيب- باحث
أندرو حبيب
7 أيلول 2016
بين “نواة #حزب_الله” القيادية الأساسية، أو “مجتمعه النقيض” (استلهامًا لقراءة وضاح شرارة)، المحصّن خلف حدود الدوائر الأمنية والعسكرية والاجتماعية والإدراية المحيطة به، وبين البيئة اللبنانية والاجتماع اللبناني، علاقة تمرّ عبر الدوائر الخارجية التي تستر النواة، وتحكُمها (أي تحكم العلاقة) في حال البون المفترض بين الطرح الظاهر وبين العقيدة النواتية عند الولوج إلى السياسة اليومية، “أحكام الضرورة”. وخطوات الحزب تجاه الموارنة، أو قُل “بعض الموارنة”، ذات الظاهر المطَمْئن والإيجابي أحيانًا، أوّل ما تُرَدّ إليه هو خانة المصلحة السياسية، كي لا يُقال إلى خانة التقيّة السياسية، إنْ كنّا سنأخذ بما قاله الحزب عن نفسه، وبما صرّح به قادته ومسؤولوه في زمنٍ مضى. وللكلام الذي مضى، مصداقية اللحظة ومصداقية ما بعدها، بمعنى أنّه تعبير حقيقي عن هذه “الظاهرة التاريخية” المسمّاة “حزب الله”، وهو الصادر في فترات حربٍ وتعبئة، عن “مجتمع قائم على الحرب والتعبئة” وعلى لسان قادة عقائديين مؤمنين بمشروعهم إلى ما بعد حدود الإيمان، وعن جماعة عملت على “استيلاد أمّتها” بشكل واعٍ ومُخطط له.
وهذا الكلام اليوم، ليس فِعلَ تذكّرٍ ولا نكءًا لجراح، بل هو غربلةٌ لرمادٍ يطوف على السطح، قد يكون الجمرُ كامنًا تحته، وقد لا يكون. ولا شكّ أن إشكاليات أراضي البطريركية المارونية في لاسا، وتعطيل “حزب الله” العملي لانتخابات رئاسة الجمهورية، هي من الظواهر المرتبطة بالمسألة، لكنها ليست الدافع وراء كتابة هذه الأسطر.
إن الالتباس الذي ساد ويسود العلاقة بين “حزب الله” والموارنة – أو قُل بين الطرح “الحزب اللّهي” المتكامل الأصيل وبين الطرح الماروني التاريخي والسياسي الأصيل – هو التباس متجذّر يتعلّق بمسائل ثلاث وثيقة الارتباط بعضها ببعض: الكيانية اللبنانية وعلاقة “حزب الله” بِـ “لبنان الموارنة” (أي لبنان كما يراه الموارنة) وبالتأريخ الماروني للبنان؛ المشروع الإسلامي الذي حمله ويحمله “حزب الله”؛ و”المحرومية” الشيعية كأداة لإحياء الثورة المستمرّة – رغم السلطان السياسي والسطوة العسكرية اللذين أمسيا بيد الحزب وبيئته – وكخطاب رُفع بوجه “الطائفة-الطبقة” المارونية و”كومبرادوريّتها”.
نظرة مستمرة
Continue reading →
Like this:
Like Loading...
You must be logged in to post a comment.